مضمونه وأهميته
  فلا يعيد العباسي مختارات لأبي تمام، بل يأخذ في ذكر بداية القصيدة التي ورد فيها هذا الشاهد وما جاء بعده، ويشرح الشاهد فيه ويأتي بأبيات لغير أبي تمام تحمل معنى المماثلة مع ذكر أمثلتهم ونماذجهم مثل: امرئ القيس وأحمد بن المفلس.
  ٤ - للعباسي أحكام نقدية واضحة أثناء شرحه ومن ذلك «ومن لطيف حسن التعليل ما جاء فيه قول السراج الوراق في العذار»(١) وما أحلى قول ابن نباته في وصف مليح يطيل حمل الكأس «من الخفيف».
  لم يزل جوده يجور على الما ... ل إلى أن كسا النضار اصفرارا(٢)
  وقد تميزت بعض هذه الأحكام بالاختصار دون الشرح لاختياره صورا شعرية واضحة المعنى، شائقة التأثير، مبتعدا عن دقائق الفلسفة أو متاهات المنطق، ومن ذلك قوله: ومن البكاء على الشباب وهو أبكى بيت قيل في فقده، وينسب لأبي الغصن الأسدي «من الوافر»:
  أتأمل رجعة الدنيا سفاها ... وقد سار الشباب إلى الذهاب
  فليت الباكيات بكل أرض ... جمعن لنا فنحن على الشباب(٣)
(١) المصدر نفسه ٣: ٨٤.
(٢) المصدر نفسه ٣: ٧٨.
(٣) المصدر نفسه ٢: ١٨٦ وكذلك انظر أحكاما نقدية ٢: ١٦٣ - ١٦٤ - ١٠٤.