ه) معاهد التنصيص بلاغيا:
  وإذا ما عاودنا الحديث عن كتاب التلخيص لوجدناه يتحدث عن علوم البلاغة الثلاثة مسبوقة بمقدمة في الفصاحة والبلاغة ومختومة بخاتمة في السرقات الشعرية وما يتصل بها وفصل فيما ينبغي للمتكلم أن يتأنق فيه(١).
  هنا نتساءل هل كان العباسي صورة متطابقة مع القزويني؟
  بمعنى هل اكتفى العباسي بعرض شواهد التلخيص مع إضافة مسحة الهدف التعليمي في البلاغة التي تترجم إلى شرح أدبي لهذه الشواهد فقط؟
  أستطيع الاعتماد على قولي بعد ما اطلعت على هذا الكتاب واصطحبته طويلا ودرسته مليّا بأنه كتاب تجديدي بحت، اعتمد التراث القديم اعتماد الاستعانة بالقديم دون ان يكون صورة مماثلة له فهو متأثر بالتلخيص وشارح لشواهده ولكنه لم يكن نسخة مكررة عنه وهذا ما نلحظه من إضافات للعباسي في عرضه للشواهد التي سنوردها بعد ما نشير لأهم المصطلحات البلاغية التي قام بعرضها.
  قام العباسي بعرض شامل لمصطلحات بلاغية شرح شواهدها، هذه المصطلحات شملت مقدمة وخاتمة وثلاثة علوم بلاغية، وفصل فيما ينبغي للمتكلم ان يتأنق فيه.
  ولن أقوم هنا بتعداد لهذه المصطلحات خوفا من التكرار فالفصل الثاني والثالث يفيان بهذا العرض وانما سأشير إلى عدد مصطلحات كل فن من هذه الفنون.
(١) راجع التلخيص - القزويني ص ٢٤ - ٤٣٥.