المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

4. الكراهة في السمع

صفحة 66 - الجزء 1

  وأوردها القزويني في سياق حديثه عن فصاحة المفرد «ومن الكراهة في السمع نحو كريم الجرش شريف النسب وفيه نظر»⁣(⁣١).

  ويتوسع العباسي في حديثه عن شاهد الكراهة في السمع ليورد آراء نقدية وأخرى لغوية صرفية وثالثة بلاغية.

  - بلاغيا: يكتفي العباسي هنا بإيراد شاهد الكراهة مبينا موطن الكراهة دون تعريف لمعنى الكراهة، يقول: («كريم الجرش شريف النسب» قول لآبى الطيب المتنبي من قصيدة من بحر المتقارب الشاهد فيه: كراهة السمع للفظة تكون في البيت كالجرش هنا)⁣(⁣٢).

  فالكراهة هنا عائدة لوجود لفظة وحشية في البيت.

  - لغويا وصرفيا: نجد إشارات لغوية وصرفية في ثنايا حديثة عن الشاهد حيث يقول في معرفة المتنبي للغة: (قيل أن الشيخ أبا علي الفارسي قال له يوما - ويقصد المتنبي -: كم لنا من الجموع على وزن فعلى؟ قال المتنبي في الحال: حجلى وظربى⁣(⁣٣).

  قال الشيخ أبو علي: فطالعت كتب اللغة ثلاث ليال على أن أجد لهذين الجمعين ثالثا فلم أجد وحسبك من يقول أبو علي في حقه المقالة).

  - نقديا: وللإشارات النقدية وجود في هذا المصطلح حيث يقول في حديثه مبينا رأي الناس في شعر المتنبي: «والناس في شعره على طبقات فمنهم من يرجحه على أبي تمام ومن بعده، ومنهم من


(١) التلخيص ص ٢٥.

(٢) معاهد التنصيص ١: ٢٧.

(٣) السابق ١: ٣٠.