4. الكراهة في السمع
  وأوردها القزويني في سياق حديثه عن فصاحة المفرد «ومن الكراهة في السمع نحو كريم الجرش شريف النسب وفيه نظر»(١).
  ويتوسع العباسي في حديثه عن شاهد الكراهة في السمع ليورد آراء نقدية وأخرى لغوية صرفية وثالثة بلاغية.
  - بلاغيا: يكتفي العباسي هنا بإيراد شاهد الكراهة مبينا موطن الكراهة دون تعريف لمعنى الكراهة، يقول: («كريم الجرش شريف النسب» قول لآبى الطيب المتنبي من قصيدة من بحر المتقارب الشاهد فيه: كراهة السمع للفظة تكون في البيت كالجرش هنا)(٢).
  فالكراهة هنا عائدة لوجود لفظة وحشية في البيت.
  - لغويا وصرفيا: نجد إشارات لغوية وصرفية في ثنايا حديثة عن الشاهد حيث يقول في معرفة المتنبي للغة: (قيل أن الشيخ أبا علي الفارسي قال له يوما - ويقصد المتنبي -: كم لنا من الجموع على وزن فعلى؟ قال المتنبي في الحال: حجلى وظربى(٣).
  قال الشيخ أبو علي: فطالعت كتب اللغة ثلاث ليال على أن أجد لهذين الجمعين ثالثا فلم أجد وحسبك من يقول أبو علي في حقه المقالة).
  - نقديا: وللإشارات النقدية وجود في هذا المصطلح حيث يقول في حديثه مبينا رأي الناس في شعر المتنبي: «والناس في شعره على طبقات فمنهم من يرجحه على أبي تمام ومن بعده، ومنهم من
(١) التلخيص ص ٢٥.
(٢) معاهد التنصيص ١: ٢٧.
(٣) السابق ١: ٣٠.