المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

أولا: مصطلحات المقدمة

صفحة 69 - الجزء 1

  يقول كذلك ما روي عن طاهر العتابي المعروف بالمعتمد البغدادي:

  من الطويل:

  من حقهم وحدي فما هجوتهم ... هجوتهم والناس كلهم معي

  ويقول ابن أبي طاهر من السريع:

  يشركني العالم في ذمه ... لكنني أمدحه وحدي

  والشاهد فيه التنافر أيضا لما في قوله «أمدحه» مع الثقل لقرب مخرج الحاء من مخرج الهاء، لان المخارج كلما قربت كانت الألفاظ مكدودة قلقة غير مستقرة في أماكنها، وإذا بعدت كانت بعكس الأول ولهذا لم يوجد في كلام العرب العين من الغين ولا مع الحاء ولا مع الخاء، ولا الطاء مع التاء، حذرا مما مر. وأيضا فيه ثقل من جهة التكرار في «أمدحه» «ولمسته»⁣(⁣١). ويشير إلى نوع من أنواع البديع في قصيدة لأبى العمثيل من مجزوء الرمل:

  يا بني اللّه في الشعر ويا عيسى ابن مريم ... أنت من أشعر خلق اللّه ما لم تتكلم

  وهذا نوع من البديع يسمى الهجاء في معرض المدح⁣(⁣٢).

  - نحويا: وللنحو مكان هنا حيث يشير العباسي إلى قضية نحوية بقوله:


(١) معاهد التنصيص ١: ٣٧.

(٢) المصدر السابق ١: ٣٩.