6. التعقيد اللفظي
  - بلاغيا: يقول العباسي:
  وما مثله في الناس الا مملكا ... أبو أمه حيّ أبوه يقاربه
  البيت للفرزدق من قصيدة من الطويل يمدح بها إبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزومي خال هشام بن عبد الملك بن مروان.
  والشاهد فيه التعقيد وهو أن لا يكون الكلام ظاهر الدلالة على المراد، إما لخلل في نظم الكلام فلا يتوصل منه إلى معناه أو لانتقال الذهن من المعنى الأول إلى الذي هو لازمه والمراد به ظاهرا، والأول هو الشاهد في البيت(١).
  - نحويا: يقول العباسي: «والمعنى فيه: وما مثله يعني الممدوح في الناس حي يقاربه، أي أحد يشبهه في الفضائل آلا مملكا يعني هشاما، أبو أمه أي أبو أم هشام أبوه، أي أبو الممدوح، فالضمير في أمه للملّك وفي أبوه للممدوح، ففصل بين أبو أمه وهو مبتدأ وأبوه وهو خبره بأجنبي وهو حي، وكذا فصل بين حي ويقاربه وهو نعته بأجنبي وهو أبوه» وقدم المستثنى على المستثنى منه، فهو كما تراه في غاية التعقيد»(٢).
  - نقديا: يقول في التفضيل بين جرير والفرزدق: «وقد اختلف أهل المعرفة، بالشعر فيه وفي جرير في المفاضلة بينهما والأكثرون على أن جريرا أشعر منه وقد أنصف الاصفهاني فقال: أما من كان يميل إلى جودة الشعر وفخامته وشدة أسره فيقدم الفرزدق، وأما من كان
(١) معاهد التنصيص ١: ٤٢.
(٢) المصدر السابق ١: ٤٤.