7. التعقيد المعنوي
  وقال القزويني: للتعقيد سببان أحدهما ما سبق الحديث عنه وهو التعقيد اللفظي، والآخر ما يرجع إلى المعنى «وهو أن لا يكون انتقال الذهن من المعنى الأول إلى المعنى الثاني الذي هو لازمه والمراد به ظاهرا»(١).
  - بلاغيا: والعباسي يتحدث عن التعقيد المعنوي بعد ما تحدث عن اللفظي منه ويشير إلى ذلك في شرحه للشاهد: وهو بيت للعباس بن الأحنف من الطويل:
  سأطلب بعد الدار عنكم لتقربوا ... وتسكب عيناي الدموع لتجمدا
  يقول: «والشاهد فيه السبب الثاني الحاصل به التعقيد وهو:
  الانتقال، فان معنى البيت أطلب وأريد البعد عنكم أيها الأحبة لتقربوا، إذ من عادة الزمان الإتيان بضد المراد»(٢).
  - لغويا: يشير العباسي في سياق تفسيره لهذا البيت إشارات لغوية تدل على معان للكلمات حسب ما رآها أهل اللغة.
  يقول: «فلا يكون الجمود كناية عن السرور بل عن البخل فيكون الانتقال من جمود العين إلى بخلها بالدموع لا إلى ما قصده من السرور ولو كان في الجمود صلاحية لأن يراد به عدم البكاء حال المسرة مجاز أن يقال في الدعاء» لا زالت عينك جامدة «وهذا غير مشكوك في بطلانه».
(١) التلخيص ص ٣٠.
(٢) معاهد التنصيص ١: ٥١.