المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

ثانيا: مصطلحات علم المعاني

صفحة 83 - الجزء 1

  العرض البلاغي مربوط بدقة بتفسير بلاغي له. فلا نستطيع اعتبار المصطلح البلاغي لعلم المعاني قاعدة جافة بل هي شرح يسهّل على الدارس طريق الفم والإدراك.

  ولا نجد عند العباسي التعريف الاصطلاحي لعلم المعاني وأبوابه الثمانية بل نجد المصطلحات الأربع والخمسين تنساب ضمن ترابط وتسلسل دقيق وكأنها درر نظمت وأحسن نظمها فمصطلحات الإسناد الخبري أولا ثم أحوال المسند اليه وهكذا إلى أن يصل بنا المقام إلى الإيجاز والإطناب والمساواة حيث نلحظ ربط العباسي الدقيق بين علوم البلاغة الثلاثة، فهو حينما يتحدث عن مصطلحات الإيجاز والإطناب والمساواة يجعل هذا الحديث ذا صلة بعلم البديع ومصطلحاته وكأن هذه المصطلحات واحدة في علم المعاني وعلم البديع⁣(⁣١). ويمتاز العباسي في عرضه لهذه الشواهد البلاغية بما يسمى تكاملية العلوم العربية فلا نجد التقعيد البلاغي الجاف أو الفلسفة اللغوية الزائدة أو الأخبار النقدية المطلوبة أو التراجم الأدبية الكثيرة بل نجد عكس ذلك، نجد الربط والمزج الممتع ما بين هذه العلوم فالمصطلح يقع ما بين اللغة والنحو والبيان والأدب، وسوف نلحظ ذلك عند إيراد هذه الشواهد الأربعة والخمسين ضمن ثمانية أبواب رئيسة عرفت عند القزويني ولاحقيه من شراح التلخيص.


(١) انظر شاهد الإيغال ١: ٣٥٦ وقارنه بشاهد التبليغ ٣: ١٦ وانظر كذلك ١: ٣٨٤ و ١: ٣٥٩ و ١: ١٧٠ - ١٧٨ «شاهد الالتفات والقلب».