المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

د. شواهد أحوال متعلقات الفعل

صفحة 97 - الجزء 1

  «البيت للبحتري من قصيدة من الخفيف، يمدح بها المعتز باللّه بن المتوكل على اللّه ويعرف بالمستعين باللّه أحمد بن المعتصم، والشاهد فيه:

  جعل الفعل مطلقا كناية عنه متعلقا بمفعول مخصوص، وهو هنا «يرى ويسمع» فإنه كما قال التفتازاني ¦ نزلهما منزلة اللازم: أي تصدر منه الرؤية والسماع من غير تعلق بمفعول مخصوص، ثم جعلهما كنايتين عن الرؤية والسماع المتعلقتين بمفعول مخصوص، هو محاسنه وأخباره، بادعاء الملازمة بين مطلق الرؤية ورؤية آثاره ومحاسنه وكذلك بين مطلق السماع وسماع أخباره للدلالة على أن آثاره وأخباره بلغت من الكثرة والاشتهار إلى حيث يمتنع خفاؤها فيبصرها كل راء ويسمعها كل واع بل لا يبصر الرائي إلا آثاره، ولا يسمع الواعي إلا أخباره فذكر الملزوم وأراد اللازم على ما هو طريق الكناية، ولا يخفى فوات هذا المعنى عند ذكر المفعول وتقديره، لما في التغافل عن ذكره والإعراض عنه من الإيذان بأن فضائله يكفي فيها أن يكون ذو بصر وسمع حتى يعلم أنه المتفرد بالفضل»⁣(⁣١).

٢٦. ذكر مفعول فعل المشيئة لكون تعلق فعل المشيئة به غريبا

  · ولو شئت أن أبكي دما لبكيته ... عليه ولكنّ ساحة الصبر أوسع

  «البيت للخريميّ من قصيدة من الطويل، يرثي بها أبا الهيذام، والشاهد فيه: ذكر المفعول وهو «دما» لكون تعلق فعل المشيئة به غريبا⁣(⁣٢).


(١) معاهد التنصيص ١: ٢٣٢.

(٢) معاهد التنصيص ١: ٢٤٦.