المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

ط - شواهد الإيجاز والإطناب والمساواة

صفحة 109 - الجزء 1

ط - شواهد الإيجاز والإطناب والمساواة

  ١ - الإيجاز: وجز الكلام وجازة ووجزا وأوجز: قلّ في بلاغة، وأوجزه إختصره. وأمر وجيز وكلام وجيز أي: خفيف مقتصر⁣(⁣١). والإيجاز أن يكون اللفظ أقل من المعنى مع الوفاء به وإلا كان إخلالا يفسد الكلام. وقال عنه الجاحظ: «قلة عدد اللفظ مع كثرة المعاني⁣(⁣٢)» وقد سأل معاوية صحار بن عياش العبدي: «ما تعدون البلاغة فيكم؟

  «قال: الإيجاز. قال له معاوية: وما الإيجاز؟ قال صحار: أن تجيب فلا تبطئ وتقول فلا تخطئ»⁣(⁣٣) وقال أبو عبيدة: «العرب تختصر الكلام ليخففوه لعلم المستمع بتمامه فكأنه في تمام القول»⁣(⁣٤) واجتمع بن رشيق والرماني في تعريفه حيث قالا: «الإيجاز هو العبارة عن الغرض بأقل ما يمكن من الحروف»⁣(⁣٥).

  وتحدث عنه السكاكي رابطا إياه بالإطناب لعلاقة نسبية كالأبوة والبنوة ومقياسهما متعارف الأوساط «فالإيجاز هو أداء المقصود من الكلام بأقل من عبارات متعارف الأوساط، والإطناب هو أداؤه بأكثر من عباراتهم سواء كانت القلة والكثرة راجعة إلى الجمل أو إلى غير الجمل»⁣(⁣٦).


(١) مادة «وجز» اللسان ج ٦ ص ٤٧٧١.

(٢) البيان والتبيين ج ٢ ص ٢٨.

(٣) السابق ج ١ ص ٩٦.

(٤) مجاز القرآن / ج ١ ص ١١١ / أبو عبيدة معمر بن المثنى / تحقيق د. محمد فؤاد شركين القاهرة.

١٩٥٤.

(٥) انظر العمدة / ص ٢٥٠ ج ١ - نسخة تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد ط ٢ - ١٩٥٥ / القاهرة والنكت في أعجاز القرآن ص ٧٠ / أبو الحسن الرماني / ثلاث رسائل في أعجاز القرآن / دار المعارف.

(٦) مفتاح العلوم ص ١٣٣.