ط - شواهد الإيجاز والإطناب والمساواة
  «البيت لامرئ القيس من قصيدة من - الطويل - والشاهد فيه:
  تحقيق التشبيه في الايغال لأنه شبه عيون الوحش بالجزع لكنه أتى بقوله «لم يثقّب» إيغالا وتحقيقا للتشبيه لأن الجزع إذا كان غير مثقوب كان أشبه بالعيون. وقد اشتمل هذا البيت على نوع من أنواع البديع يسمى التبليغ والتتميم ويسمى الإيغال أيضا وهو: أن يتم قول الشاعر دون مقطع البيت ويبلغ به القافية فيأتي بما يتمم به المعنى ويزيد في فائدة الكلام، لأن للقافية محلا من الأسماع والخواطر فاعتناء الشاعر بها آكد ولا شيء أقبح من بنائها على فضول الكلام الذي لا يفيد»(١).
٥٠. التذييل
  · ولست بمستبق أخا لا تلمه ... على شعث أي الرجال المهذب
  «البيت للنابغة الذبياني من قصيدة من - الطويل - يخاطب بها النعمان، وهذا نوع من البديع يسمى التوليد، وسيأتي الكلام على شيء منه في الفن الثالث إن شاء اللّه تعالى - والشاهد فيه: التذييل لتأكيد مفهوم، فصدر البيت دل بمفهومه على نفي الكامل من الرجال، وعجزه تأكيد لذلك وتقرير، لأن الاستفهام فيه إنكاري، أي لا مهذب في الرجال»(٢).
(١) المصدر السابق ١: ٣٥٥.
(٢) المصدر نفسه ١: ٣٥٨.