المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

* التشبيه

صفحة 139 - الجزء 1

  لوجوب انتزاعه من جميعه، فان المراد تشبيه الحالة المذكورة في الأبيات السابقة على هذا البيت بظهور الغمامة لقوم عطاش ثم تفرقها وانكشافها بواسطة اتصال مطمع بانتهاء مؤنس، لان البيت في أن يظهر للمضطر إلى الشيء الشديد الحاجة إليه أمارة وجوده ثم يفوته ويبقى تحسره وزيادة ترجيه»⁣(⁣١).

١٠. إمكان وجود المشبه

  · فان تفق الأنام وأنت فيهم ... فان المسك بعض دم الغزال

  «البيت لأبي الطيب المتنبي من قصيدة من الوافر، يرثي بها والدة سيف الدولة بن حمدان ... والشاهد فيه: أبيات أن المشبه أمر ممكن الوجود، وذلك في كل أمر غريب يمكن أن يخالف فيه ويدعي امتناعه، فإنه أراد أن يقول: أن الممدوح قد فاق الناس، بحيث لم يبعد بينه وبينهم مشابهة بوجه، بل صار أصلا برأسه وجنسا بمفرده، وهذا في الظاهر كالممتنع لاستبعاد أن تتناهى بعض آحاد النوع في الفضائل الخاصة بذلك النوع إلى أن يصير كأنه ليس منها فاحتج لهذه الدعوى وبين إمكانها بأن شبه حاله بحال المسك الذي هو من الدماء ثم إنه لا يعد منها لما فيه من الأوصاف الشريفة التي لا توجد في الدم ويسمى مثل هذا تشبيها ضمنيا أو مكنيا عنه، لدلالة البيت عليه ضمنا»⁣(⁣٢).


(١) معاهد التنصيص ٢: ٥١.

(٢) المصدر السابق ٢: ٥٣.