[نموذج من الملاحظات والإشارات النقدية في علم البيان]
  نفيه عنه، فهو هنا أراد أن يثبت اختصاص ممدوحه بهذه الصفات وترك التصريح باختصاصه بها إلى الكناية بأن جعلها في قبة ضربت عليه، تنبها على أن محلها ذو قبة، وهي تكون فوق الخيمة التي يتخذها الرؤساء»(١).
[نموذج من الملاحظات والإشارات النقدية في علم البيان]
· نقديا
  العلاقة وثيقة ما بين علوم البلاغة والنقد هذه العلاقة يستشهد بإعطاء العباسي نماذج منها في مصطلحات علم البيان حيث نرى المصطلح والمفهوم النقدي بارزا في عدة جوانب من أهما:
  ١ - العباسي عندما يقوم بالترجمة الأدبية لشاعر أو ناقد أو أديب فإنه يعطي رأيه أو رأي من سبقه في هذا الشاعر حيث يعتبر هذا الرأي بمثابة نقد شامل له ومن ذلك قوله في ترجمة القاضي التنوخي:
  «وكان حافظا للشعر ذكيا وله عروض بديع ... ويقال: انه كان يقوم بعشرة علوم، وكان يحفظ للطائيين سبعمائة قصيدة ومقطوعة سوى ما يحفظ لغيرهم من المحدثين وغيرهم ...»(٢). كذلك يقول في ترجمة ابن المعتز: «هو عبد اللّه بن محمد ... صاحب النظم البديع والنثر الفائق، ووضع كتاب البديع، وهو أشعر بني هاشم على الإطلاق، وأشعر الناس في الأوصاف والتشبيهات، وكان يقول» إذا قلت كأن ولم آت بعدها بالتشبيه ففض اللّه فأي(٣)، ومن هذه الشواهد الكثير في شواهد علم البيان(٤).
(١) المصدر السابق ٢: ١٧٤.
(٢) المصدر السابق ٢: ١١.
(٣) المصدر السابق ٢: ٣٨.
(٤) انظر المصدر نفسه ٢: ٤٧ - ٦١ - ١١٥ - ١٢٣ - ١٢٤ - ١٦٧ - ١٦٨.