المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

8 - الرجوع

صفحة 183 - الجزء 1

٨ - الرجوع

  الرجوع هو الانصراف والعودة، رجع يرجع رجعا رجوعا ورجعي ورجعانا ومرجعا ومرجعة: انصرف⁣(⁣١)، والرجوع هو الفن الثالث من محاسن الكلام عند ابن المعتز وهو «ان يقول شيئا ويرجع عنه»⁣(⁣٢)، ويقرنه ابن منقذ بالاستثناء «أن الرجوع والاستثناء هو أن تذكر شيئا ثم ترجع عنه⁣(⁣٣) ويقول عنه الحلبي» أن يعود المتكلم إلى كلامه السابق بالنقض لنكتة⁣(⁣٤)، وهو من المحسنات عند المتأخرين حيث يعرفه القزويني كما عرفه الحلبي⁣(⁣٥)، والعباسي يسير على خطى القزويني فيعرفه كما عرفه مع ربط القاعدة بالشاهد البلاغي حيث الإيضاح للنكتة المرادة هنا.

  · قف بالديار التي لم يعفها القدم ... بلى وغيرها الأرواج والديم

  «البيت من البسيط وهو أول قصيدة لزهير بن أبي سلمى يمدح بها هرم بن سنان - والشاهد في البيت الرجوع، وهو العود إلى الكلام السابق بالنقض والإبطال لنكته، فهنا دل صدر البيت على أن تطاول الزمان وتقادم العهد لم يعف الديار، ثم عاد اليه ونقضه في عجز البيت بأنه قد غيرتها الرياح والأمطار لنكتة، وهي هنا: إظهار الكآبة والحزن والحيرة


(١) اللسان مادة «رجع» ج ٢ ص ١٥٩١.

(٢) البديع ص ٦٠.

(٣) البديع في نقد الشعر ص ١٢٠.

(٤) حسن التوسل - شهاب الدين الحلبي - تحقيق د. أكرم عثمان يوسف - بغداد ١٩٨٠ ص ٢٦٩.

(٥) انظر التلخيص ص ٣٥٩.