المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

19 - التجريد بمخاطبة الإنسان نفسه

صفحة 194 - الجزء 1

١٩ - التجريد بمخاطبة الإنسان نفسه

  · لا خيل عندك تهديها ولا مال قائله أبو الطيب المتنبي وهو أول قصيدة من البسيط يمدح بها فاتكا وقد حمل إليه هدية: ألف دينار وكان بمصر مقيما وتمامه: فليسعد النطق إن لم تسعد الحال ... وهي طويلة وأراد بالحال الغنى. والشاهد فيه:

  التجريد بمخاطبة الإنسان نفسه، فكأنه انتزع من نفسه شخصا آخر مثله في فقد الخيل والمال والحال»⁣(⁣١).

٢٠ - المبالغة «التبليغ»

  بالغ فلان في أمري: إذا لم يقصر فيه، ويقال بالغ فيه مبالغة وبلاغا: اجتهد فيه واستقصى وغالى في الشيء⁣(⁣٢). «وقد تحدث ابن المعتز في بديعه عن» الإفراط في الصفة «وهو أحد محاسن الكلام والشعر⁣(⁣٣)، وقد سبقه ابن قتيبة إلى ذلك حيث تحدث عنها في الاستعارة⁣(⁣٤)، وتحدث عنها قدامة في نعوت المعاني⁣(⁣٥). وقال عنها الرماني: «المبالغة هي الدلالة على كبر المعنى على جهة التغيير عن أصل اللغة لتلك الإبانة»⁣(⁣٦)، ويقول عنها الحموي: «إفراط وصف الشيء بالممكن القريب وقوعه عادة»⁣(⁣٧).


(١) المصدر نفسه ٣: ١٤.

(٢) لسان العرب مادة «بلغ» ج ١ ص ٣٤٥.

(٣) البديع ص ٦٥.

(٤) تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة - تحقيق السيد احمد صقر - القاهرة ١٩٥٤ ص ١٢٧ - ١٣١ - ١٣٦.

(٥) نقد الشعر ص ١٦٠.

(٦) النكت في إعجاز القرآن ص ٥٦.

(٧) خزانة الأدب ص ٢٢٥.