المصطلح البلاغي في معاهد التنصيص على شواهد التلخيص،

محمد خليل الخلايلة (معاصر)

32 - التفريع

صفحة 203 - الجزء 1

٣٢ - التفريع

  فرّع: فرق، وفرع كل شيء: أعلاه وتفرعت أغصان الشجرة أي كثرت، وفرع فلان: ذبح الفرع، وبين المتخاصمين: فرق وأصلح⁣(⁣١). قال ابن الرشيق: وهو من الاستطراد كالتدريج في التقسيم وذلك ان يقصد الشاعر وصفا ما ثم يفرع منه وصفا آخر يزيد الموصوف توكيدا⁣(⁣٢).

  وقال القرطاجني: «هو أن يصف الشاعر شيئا بوصف ما ثم يلتفت إلى شيء آخر يوصف بصفة مماثلة أو مشابهة أو مخالفة لما وصف به الأول فيستدرج من أحدهما إلى الآخر ويستطرد به إليه على جهة تشبيه أو مفاضلة أو التفات أو غير ذلك مما يناسب به بين بعض المعاني وبعض، فيكون ذكر الثاني كالفرع عن ذكر الأول⁣(⁣٣).

  وقال القزويني: «هو ان يثبت لمتعلق أمر حكم بعد إثباته لمتعلق له آخر»⁣(⁣٤) وهذا هو المعنى الأول للتفريع حسب رأي أهل البلاغة، وهناك معنى آخر أشار له المدني سماه بعضهم «النفي والجحود»⁣(⁣٥). ويشير العباسي إلى المعنى الأول للتفريع - معنى أهل البلاغة - مع شرح لهذه القاعدة البلاغية بشاهد موضح لها:

  · أحلامكم لسقام الجمل شافية ... كما دماؤكم تشفي من الكلب


(١) مادة «فرع» لسان العرب ج ٥ ص ٣٣٩٢.

(٢) العمدة - نسخة قرقزان ج ١ ص ٦٣٢.

(٣) منهاج البلغاء - حازم القرطاجني - تحقيق: د. محمد الحبيب بن الخوجة - تونس ١٩٦٦ - ص ٥٩.

(٤) التلخيص ص ٣٧٩.

(٥) أنوار الربيع ج ٦ ص ١١٢.