2 - حسن الاتباع
  ولا أغير على الأشعار أسرقها ... عنها غنيت وشر الناس من سرقا
  وبقول كذلك قولا للحريري في إحدى مقاماته: «استراق الشعر عند الشعراء أفظع من سرقة البيضاء والصفراء وغيرتهم على بنات الأفكار كغيرتهم على البنات الأبكار(١).
  ويشير العباسي إلى ضجوج أبو تمام من سرقة محمد بن يزيد الأموي شعره.
٢ - حسن الاتباع
  وهو من السرقات الجيدة، قال عنه المصري: «هو أن يأتي المتكلم إلى معنى اخترعه غيره فيحسن اتباعه فيه بحيث يستحق بوجه من وجوه الزيادات التي وجب للمتأخر استحقاق معنى المتقدم إما باختصار لفظه أو قصر وزنه أو عذوبة قافيته وتمكنها أو تتميم لنقصه أو تكميل لتمامه أو تحليته بحلية من البديع يحسن بمثلها النظم ويوجب الاستحقاق»(٢).
  والعباسي يذكر شواهد هذا اللون البلاغي ويعلق على مواطن حسن الاتباع ويعلق عليها فيقول:
  من راقب الناس لم يظفر بحاجته ... وفاز بالطيبات الفاتك اللهج
  من راقب الناس مات غما ... وفاز باللذة الجسور
  «البيت الأول لبشار بن برد من أبيات من - البسيط - والبيت الثاني لسلم الخاسر من أبيات من - مخلع البسيط - والشاهد فيهما: حسن
(١) انظر المصدر نفس ٤: ٧ - ٨.
(٢) تحرير التحبير - ابن أبي الإصبع المصري ص ٤٧٥.