أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[الكلام على «أم» وتقسيمها إلى متصلة ومنقطعة]

صفحة 327 - الجزء 3

[الكلام على «أم» وتقسيمها إلى متصلة ومنقطعة]

  وأما (أم) فضربان: منقطعة وستأتي، ومتصلة وهي المسبوقة إمّا بهمزة التسوية، وهي الداخلة على جملة في محلّ المصدر، وتكون هي والمعطوفة عليها فعليتين، نحو: {سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}⁣(⁣١)، أو اسميتين، كقوله:

  [٤١٧] -

  أموتي ناء أم هو الآن واقع


= حسيين أو معنويين، فإنه لا يجوز أن تجعلها عاطفة، ويتفرع على هذا أنك لو قلت:

(صادقت العرب حتى العجم) لم يصح، لأن العجم ليس من جنس العرب، ولو قلت (خرج الفرسان إلى القتال حتى بنو فلان) وكان بنو فلان هؤلاء في وسط الفرسان لم يصح، لأن ما بعد حتى حينئذ ليس غاية لما قبلها إذ الغاية ليست إلا في الأطراف عاليها وسافلها، ولو قلت (زارني القوم حتى زيد) ولم يكن زيد متميزا بفضل أو منفردا بخسيسة لم يصح؛ لأن ما بعد حتى حينئذ ليس ذا زيادة ولا نقص.

(١) سورة البقرة، الآية: ٦، سورة يس، الآية: ١٠، ومثل هذه الآية الكريمة في وقوع الفعليتين قول الشاعر:

سواء عليك اليوم أنصاعت النّوى ... بخرقاء أم أنحى لك السّيف ذابح

ومثله قول الآخر:

ما أبالي أنبّ بالحزن تيس ... أم لحاني بظهر غيب لئيم

[٤١٧] - لم يسم أحد ممن وقفنا على كلامه قائل هذا الشاهد، لكن صدره الذي ستسمعه يشبه كلام متمم بن نويرة في رثاء أخيه مالك، وما ذكره المؤلف ههنا عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:

ولست أبالي بعد فقدي مالكا

اللغة: (لست أبالي) يريد أنه لا يعبأ ولا يكترث (ناء) اسم فاعل فعله نأى ينأى - من باب فتح يفتح - إذا بعد.

الإعراب: (لست) ليس: فعل ماض ناقص، وتاء المتكلم اسمه (أبالي) فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا وجملة الفعل المضارع وفاعله في محل نصب خبر ليس (بعد) ظرف زمان متعلق بقوله أبالي، وبعد مضاف وفقد من (فقدي) مضاف إليه، فقد مضاف وياء المتكلم مضاف إليه من إضافة المصدر إلى فاعله (مالكا) مفعول به للمصدر منصوب بالفتحة الظاهرة (أموتي) الهمزة للاستفهام حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. موت: مبتدأ، وياء المتكلم =