أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب النداء وفيه فصول

صفحة 8 - الجزء 4

  وأي⁣(⁣١) - مقصورتين، وممدوتين - ويا⁣(⁣٢)، وأيا⁣(⁣٣)،


= ومن ذلك قول الأسود بن يعفر:

أبني نجيح إنّ أمّكم ... أمة وإن أباكم وقب

ومن ذلك قول جرير:

أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم ... إنّي أخاف عليكم أن تغضبوا

وقال حاتم الطائي:

أماويّ ما يغني الثراء عن الفتى ... إذا حشرجت يوما وضاق بها الصّدر

ومن ذلك قول امرئ القيس في المعلقة أيضا:

أصاح ترى برقا أريك وميضه ... كلمع اليدين في حبيّ مكلّل

وأنشده سيبويه (١/ ٣٣٥) (أحار ترى برقا).

ومن ذلك قول أبي العلاء:

أبنات الهديل أسعدن أوعد ... ن قليل العزاء بالإسعاد

ومن ذلك قول ذي الرمة:

أدارا بحزوى هجت للعين عبرة ... فماء الهوى يرفضّ أو يترقرق

(١) اختلف النحاة فيما ينادى بأي - بفتح الهمزة وسكون الياء - فقال المبرد والجزولي: هي لنداء القريب كالهمزة المفردة، وقال ابن مالك: هي لنداء البعيد كيا، وقيل: هي لنداء المتوسط، ومن شواهد النداء بها ما ورد في الحديث «أي رب» وقول الشاعر:

ألم تسمعي - أي عبد - في رونق الضّحى ... بكاء حمامات لهنّ هدير

(٢) (يا) من بين حروف النداء أم الباب، ولهذا كانت أعم حروف النداء، ولا يقدر عند الحذف غيرها، وتختص بمواضع ذكر المؤلف أهمها، وقد اختلف فيما ينادى بها، فقال ابن مالك: هي للبعيد حقيقة أو حكما كالنائم والساهي، وقال أبو حيان: هي أعم الحروف وتستعمل للقريب والبعيد مطلقا، وهذا هو الذي يظهر من استقراء كلام العرب، وقال ابن هشام: يا حرف لنداء البعيد حقيقة أو حكما، وقد ينادى بها القريب توكيدا، وقيل: هي مشتركة بين البعيد والقريب، وقيل: بينهما وبين المتوسط، وذكر ابن الخباز عن شيخه أن (يا) للقريب، وهو خرق لإجماعهم، والاستشهاد لاستعمال هذا الحرف مما تجده على طرف الثمام.

(٣) (أيا) عند جمهور النحاة لنداء البعيد، وفي الصحاح أنها لنداء القريب والبعيد، قال ابن هشام في المغني: وليس كذلك، ومن شواهد النداء بها قول ذي الرمة: =