هذا باب النداء وفيه فصول
  وهيا(١)، ووا(٢).
=
أيا ظبية الوعساء بين جلاجل ... وبين النّقا أأنت أم أمّ سالم
وقول المجنون قيس بن الملوح:
أيا شبه ليلى لا تراعي فإنّني ... لك اليوم من وحشيّة لصديق
وقول الآخر:
أيا جبلي نعمان باللّه خلّيا ... نسيم الصّبا يخلص إليّ نسيمها
وقول ليلى بنت طريف:
أيا شجر الخابور ما لك مورقا ... كأنّك لم تجزع على ابن طريف
(١) اختلف في هاء (هيا) فقيل: هي أصل، لأن الإبدال نوع من التصريف والتصريف لا يدخل الحروف، وقيل: هاؤها بدل من همزة (أيا) لأن هذا إبدال لغوي، والإبدال التصريفي هو المختص بالأسماء المتمكنة والأفعال.
ومن شواهد النداء بهيا قول الشاعر:
هيا أمّ عمرو هل لي اليوم عندكم ... بغيبة أبصار الوشاة رسول
وقول الآخر:
وأصاخ يرجو أن يكون حيّا ... ويقول من فرح: هيا ربّا
(٢) ذكر ابن عصفور (وا) في حروف النداء، واستشهد لها بقول الراجز:
وافقعسا وأين منّي فقعس
والجمهور على أن (وا) حرف لا يستعمل في غير الندبة، وحكى قوم أنها تستعمل في غير الندبة قليلا، قال ابن هشام في مغني البيب (وا) على وجهين أحدهما أن تكون حرف نداء مختصا بباب الندبة، نحو وا زيداه، وأجاز بعضهم استعماله في النداء الحقيقي اه.
ويتصل بهذا الموضوع أنه قد يحذف المنادى ويبقى حرف النداء مؤذنا به، وذلك بشرطين:
الأول: أن يكون حرف النداء (يا) دون سائر الحروف.
الثاني: أن يكون بعد حرف النداء فعل أمر أو فعل دعاء، فمثال الأمر قول اللّه تعالى:
ألا يا سجدوا في قراءة الكسائي بتخفيف (ألا) وهي - على هذا - حرف تنبيه ومثال الدعاء قول ذي الرمة:
ألا يا اسلمي يا دار ميّ على البلى ... ولا زال منهلّا بجرعائك القطر =