الفصل الأول في الأحرف التي ينبه بها المنادى، وأحكامها
  واسم اللّه تعالى إذا لم يعوّض في آخره الميم المشدّدة، وأجازه بعضهم، وعليه قول أميّة بن أبي الصّلت:
  [٤٣٢] -
  رضيت بك اللّهمّ ربّا فلن أرى ... أدين إلها غيرك اللّه ثانيا
= ولعل ما وقع للشيخ خالد في هذا البيت الذي سبق علم سببه: أن المثال السابق من قول ابن الأحوص.
اللغة: (يا أبجر) أصل الأبجر المنتفخ البطن، وقد يكون سمّي به، ولكن الصواب في الإنشاد كما قلنا هو (يا مر يا بن واقع) فلا تعنّ نفسك بالبحث عمن سمي أبجر (طلقت) فارقت حلائلك (عام جعتا) يريد في الوقت الذي وقعت المجاعة فيه، وهذا من الذم؛ إذ كان القصد منه التخلص من احتمال المسؤولية وألا يسعى لهن لجلب رزقهن.
الإعراب: (يا) حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب (أبجر) منادى مبني على الضم في محل نصب (بن) نعت لأبجر منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو تابع له بالنظر لمحله، وابن مضاف و (أبجر) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وكان من حق العربية عليه أن يجره بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف لكونه على وزن الفعل إما مع العلمية وإما مع الوصفية، ولكنه لما اضطر لإقامة الوزن صرفه فجره بالكسرة (يا) حرف نداء (أنتا): منادى مبني على ضم مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة البناء الأصلي، والألف للإطلاق (أنت) ضمير منفصل مبتدأ (الذي) اسم موصول خبر المبتدأ (طلقت) فعل وفاعل، والجملة لا محل لها صلة (عام) ظرف زمان منصوب بطلق وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة (جعتا) فعل ماض وفاعله، والألف للإطلاق، والجملة في محل جر بإضافة اسم الزمان إليها.
الشاهد فيه: قوله: (يا أنتا) حيث نادى الضمير الذي يستعمل في مواطن الرفع.
وإنما جيء بالضمير المنادى على صيغة الرفع لأنه لما تعذر بناؤه على الضم عدلوا إلى ما هو قريب من البناء على الضم وهو الإتيان به على الصيغة الموضوعة للرفع.
[٤٣٢] - هذا بيت من الطويل، وقائل هذا الشاهد هو أمية بن أبي الصلت بن أبي ربيعة بن عمرو، ثقفي، شاعر مشهور، قرأ الكتب في الجاهلية وطمع في النبوة فلما بعث النبي ﷺ حسده ولم يوفق إلى الإيمان به، ولم يكن في نسخ المتن المطبوعة غير صدر البيت مع أن الشاهد في عجزه، وقد أنشد الشيخ خالد عجزه على أنه من المتن هكذا:
أدين إلها غيرك اللّه راضيا
اللغة: (أدين) أي اتخذه دينا، وقوله: (اللّه) منادى بحرف نداء محذوف، و (راضيا) =