هذا باب النداء وفيه فصول
= حال من فاعل (رضيت) أو هو مفعول مطلق على حد قولهم (قم قائما) أو هو حال من فاعل (أدين) هكذا قال الشيخ خالد في تصريحه، لكن البيت في سيرة ابن هشام مروي في كلمة عدتها سبعة عشر بيتا، وروايته كما في رواية المؤلف هكذا:
رضيت بك اللّهمّ ربّا فلن أرى ... أدين إلها غيرك اللّه ثانيا
الاعراب: (رضيت) فعل وفاعل (بك) جار ومجرور متعلق برضي (اللهم) اللّه: منادى بحرف نداء محذوف، والتقدير: يا اللّه، مبني على الضم في محل نصب، والميم معوض بها عن حرف النداء المحذوف، ولهذا لا يجمع بينهما إلا شذوذا (ربّا) حال من لفظ الجلالة منصوب بالفتحة الظاهرة (فلن) الفاء حرف تفريع، لن: حرف نفي ونصب واستقبال (أرى) فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بلن وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا (أدين) فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والجملة في محل نصب حال من نائب فاعل أرى إن اعتبرتها بصرية، وفي محل نصب مفعول ثان لأرى إن اعتبرتها علمية (إلها) مفعول به لأدين لأنه بمعنى أعبد منصوب بالفتحة الظاهرة (غيرك) غير: صفة لإله منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف وضمير المخاطب مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر (اللّه) منادى بحرف نداء محذوف، أي يا اللّه (ثانيا) صفة لإله منصوب بالفتحة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله: (اللّه) الواقع في عجز البيت؛ فإنه منادى بحرف نداء محذوف كما قررنا في إعراب البيت، وحذف حرف النداء مع اسم اللّه تعالى الذي لا يختم بالميم المشددة شاذ يأباه القباس، وذلك لأن نداء اسم اللّه تعالى على خلاف القياس، فإن القياس يقتضي ألا تنادي إلا من يصح أن يكون منه إقبال إليك بندائك، ومتى كان نداء اسم اللّه تعالى على خلاف القياس لم يدل شيء عند حذف حرف النداء على أنه منادى، والأصل أن الحذف إنما يكون عند قيام الدليل على المحذوف، فأما إذا اقترنت به الميم المشددة التي يقصد بها التعويض عن حرف النداء فإنه يعلم بذكرها أنه منادى، وقد علم أنه لا يجوز أن يجمع بين العوض والمعوض، ومن هنا تعلم أن حذف حرف النداء مع اسم اللّه تعالى على ضربين: الأول أن يكون الحذف ممتنعا: وذلك إذا لم تلحقه الميم المشددة، والثاني أن يكون الحذف واجبا، وذلك فيما إذا ألحقت به الميم المشددة، فإن ذكرت حرف النداء في الحالة الأولى أو حذفته في الحالة الثانية، كما في بيت الشاهد، كنت مخالفا للقياس. =