أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب النداء وفيه فصول

صفحة 15 - الجزء 4

  واسم الإشارة، واسم الجنس لمعين، خلافا للكوفيين فيهما⁣(⁣١)، احتجّوا بقوله:

  [٤٣٣] -

  بمثلك هذا لوعة وغرام


= ومن تقرير هذا الكلام تعلم أنه لا شاهد في قوله: (اللهم) في صدر البيت على ما نحن بصدده الآن، وأن اقتصار بعض نسخ المتن عليه ليس بمستقيم.

(١) اختلف الكوفيون والبصريون في اسم الإشارة واسم الجنس لمعين إذا نوديا: هل يجب ذكر حرف النداء مع كل واحد منهما أو يجوز ذكر الحرف ويجوز حذفه؟ فذهب البصريون إلى أن كلّا من اسم الجنس لمعين واسم الإشارة إذا نودي وجب ذكر حرف النداء معه ولم يجز حذفه إلا في ضرورة الشعر، وذهب الكوفيون إلى أنه يجوز مع كل واحد منهما ذكر حرف النداء معه ويجوز حذفه، وقد استدل الكوفيون على جواز حذف حرف النداء مع كل واحد منهما بوروده في السماع، أما اسم الإشارة فقد ورد حذف حرف النداء معه في الشاهد رقم ٤٣٣ وفيما ذكرناه معه من الشواهد، وأما اسم الجنس فقد ورد حذف الحرف معه فيما ذكره المؤلف من الأمثال، وقد حمل الكوفيون قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ} على أن (هؤلاء) اسم إشارة منادى بحرف نداء محذوف، والتقدير: ثم أنتم يا هؤلاء تقتلون أنفسكم، وجعلوا من نداء الجنس بحرف نداء محذوف قوله حكاية عن موسى (ثوبي حجر) أي ثوبي يا حجر، وزعم البصريون أن كل ما احتجوا به ضرورة أو مؤول؛ ولحنوا أبا الطيب المتنبي في البيت الذي رويناه لك، ونحن نختار لك في هذه المسألة مذهب الكوفيين لتعدد الشواهد ولأن منها ما هو وارد في النثر الذي ليس محل ضرورة، وقد اختاره ابن مالك من قبل.

[٤٣٣] - هذا الشاهد من قصيدة لذي الرمة، غيلان بن عقبة، ومطلع هذه القصيدة قوله:

عليكنّ يا أطلال ميّ بشارع ... على ما مضى من عهدكنّ سلام

وهذا الذي ذكره المؤلف ههنا عجز البيت، وصدره قوله:

إذا هملت عيني لها قال صاحبي

اللغة: (الأطلال) جمع طلل، وهو ما بقي شاخصا من آثار الديار (شارع) اسم مكان، وأبدل قوله (على ما مضى من عهدكن) من قوله: (عليكن يا أطلال مي) - (هملت عيني) فاض دمعها وسالت شؤونها، كما يسيل المطر وينهمر (هذا) أراد يا هذا (لوعة) بفتح اللام وسكون الواو - هي حرقة في القلب من ألم الحب (غرام) الغرام - بفتح أوله =