أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب النداء وفيه فصول

صفحة 24 - الجزء 4

  بفتح (عمر)، والوصف بابنة كالوصف بابن، نحو: (يا هند ابنة عمرو) ولا أثر للوصف ببنت، فنحو: (يا هند بنت عمرو) واجب الضم.

  الثاني: أن يكرّر مضافا، نحو: (يا سعد سعد الأوس)⁣(⁣١)؛ فالثاني واجب النصب، والوجهان في الأول؛ فإن ضممته فالثاني بيان، أو بدل أو بإضمار (يا) أو أعني⁣(⁣٢)، وإن فتحته فقال سيبويه: مضاف لما بعد الثاني، والثاني مقحم بينهما،


= الشاهد فيه: قوله: (يا عمر الجوادا) فإن الرواية فيه بفتح عمر، وبفتح الجواد، بدليل قوافي القصيدة، وقد استدل به الكوفيون على أن المنادى الموصوف يجوز فيه الفتح سواء أكان الوصف لفظ ابن أم لم يكن، وهو عند البصريين محمول على أن عمر قد حذفت منه الألف وأصله (يا عمرا) تخلصا من الساكنين، أي فهو كالمندوب وهذه الألف المحذوفة كألف الندبة، وهذه الفتحة حركة المناسبة لا حركة العامل، وهذا بعيد؛ لما فيه من التكلف.

(١) وردت هذه الجملة في بيت من الطويل، وهو بتمامه:

أيا سعد سعد الأوس كن أنت مانعا ... ويا سعد سعد الخزرجين الغطارف

ونظير هذا البيت قول عبد اللّه بن رواحة ¥ في زيد بن أرقم - وكان يتيما في حجره - يوم غزاة مؤتة:

يا زيد زيد اليعملات الذّبّل ... تطاول الّليل عليك فانزل

ومثله قول جرير بن عطية بن الخطفي:

يا تيم تيم عديّ لا أبا لكم ... لا يلقينّكم في سوأة عمر

(٢) إذا ضممت الاسم الأول فهو منادى على الأصل في نداء العلم المفرد مبني على الضم في محل نصب، ونصب الاسم الثاني حينئذ يحتمل خمسة أوجه من أوجه الإعراب:

الأول أن يكون توكيدا للاسم الأول، والثاني أن يكون بدلا منه، والثالث أن يكون عطف بيان عليه، وهو في هذه الأوجه الثلاثة تابع في إعرابه لمحل الاسم الأول فقد علمت أنه مبني على الضم في محل نصب، والوجه الرابع أنه مفعول به لفعل محذوف تقديره أعني فهو كالنعت المقطوع إلى النصب، والوجه الخامس أنه منادى مستأنف وانتصب لكونه مضافا.

وقد اعترض قوم من العلماء - وهو أبو حيان - الوجه الأول من هذه الأوجه الخمسة، وقال: لا يجوز أن يكون الاسم الثاني توكيدا معنويا للاسم الأول: لأن التوكيد =