أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[منها «فل» و «فلة» بمعنى رجل امرأة منها «لؤمان» و «نومان»]

صفحة 41 - الجزء 4

  [٤٤٤] -

  في لجّة أمسك فلانا عن فل

  فقال ابن مالك: هو فل الخاصّ بالنّداء استعمل مجرورا للضّرورة، والصواب أن أصل هذا (فلان) وأنّه حذف منه الألف والنون للضرورة، كقوله:

  [٤٤٥] -

  درس المنا بمتالع فأبان


= لتخصيصه بالنداء مع أن أصله - وهو فلان وفلانة - غير مختص بالنداء.

ومع أن مذهب الكوفيين ضعيف - في ذاته - للأسباب التي ذكرناها يصح أن يكون هو أصل كلام ابن مالك، فلا يكون قوله وهما.

[٤٤٤] - هذا الشاهد من كلام أبي النجم العجلي صاحب الشاهد السابق، من أرجوزة له يصف فيها بعض أشياء، وما ذكره المؤلف ههنا بيت من مشطور الرجز، وقبله قوله:

تضلّ منه إبلي بالهوجل

اللغة: اللجة - بفتح اللام - الجلبة واختلاط الأصوات في الحرب.

الإعراب: (في) حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب (لجة) مجرور بفي، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلق بقوله تضل في البيت الذي أنشدناه (أمسك) فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت (فلانا) مفعول به لأمسك، منصوب بالفتحة الظاهرة (عن) حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب (فل) مجرور بعن وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وجملة أمسك من فعل الأمر وفاعله المستتر فيه وجوبا ومفعوله وما تعلق به في محل نصب مقول لقول محذوف يقع نعتا للجة، وتقدير الكلام: في لجة مقول في شأنها أمسك فلانا عن فلان.

الشاهد فيه: قوله (عن فل) حيث استعمل فيه كلمة (فل) في غير النداء فجرها بحرف الجر، وهذا هو الذي ذكره ابن مالك، ومن العلماء من ذكر أن الذي في البيت أصله (فلان) فرخمه بحذف النون والألف في غير النداء ضرورة كما في الشاهد الآتي، وأما فل الخاص بالنداء فأصله (فلي) فحذفت لامه كما حذفت لام يد ودم، ولا يستعمل إلا محذوف اللام.

[٤٤٥] - هذا الشاهد من كلام لبيد بن ربيعة العامري، وله نظائر في شواهد سيبويه (١/ ٨ وما بعدها) وما ذكره المؤلف ههنا صدر بيت من الكامل، وعجزه قوله:

فتقادمت بالحبس فالسّوبان

=