[إذا كان الاختصاص بلفظ أيها أو أيتها وجب ضمهما ووصفهما]
  وهو: اسم معمول لأخصّ واجب الحذف(١).
[إذا كان الاختصاص بلفظ أيها أو أيتها وجب ضمهما ووصفهما]
  فإن كان (أيّها) أو (أيّتها) استعملا كما يستعملان في النّداء؛ فيضمّان ويوصفان لزوما باسم لازم الرفع محلّى بأل، نحو: (أنا أفعل كذا أيّها الرّجل) و (اللّهمّ اغفر لنا أيّتها العصابة)(٢).
= والباعث على استعمال أسلوب الاختصاص واحد من ثلاثة أمور:
الأول: الفخر: نحو (على أيها الجواد يعتمد المحتاج) ونحو (أنا أيها الشجاع أرغم أنوف الأعداء) ونحو (كلامي أيها العالم شفاء لما في الصدور).
الثاني: التواضع: نحو (أنا أيها العبد محتاج إلى عفو اللّه) ونحو (أنا أيها المسكين أرجو فضل اللّه) ونحو (أنا أيها الضعيف أستمد القوة من اللّه).
الثالث: زيادة البيان والإيضاح: نحو (نحن العرب أقرى الناس للضيف).
(١) وعلى هذا يكون الاسم المنصوب على الاختصاص مفعولا به لفعل واجب الحذف وتقديره في نحو (نحن العرب أقرى الناس للضيف) نحن أخص العرب، أو أذكر العرب، أو نحو ذلك، وقدر سيبويه هذا العامل بأعني.
فإن قلت: فإن ابن الناظم قدر عبارة الاختصاص بقوله: على معنى اللهم اغفر لنا مختصين من بين العصائب، فما وجه هذا التقدير؟.
قلت: هذا في الغالب تقدير معنى جميع الجملة، وليس تقديرا لإعراب الاسم المنصوب وحده، وهو أيضا يشير إلى أن الجملة من الفعل المقدر وفاعله ومفعوله الذي هو المنصوب على الاختصاص تكون في محل نصب على الحال، على أن كون هذه الجملة منصوبة على الحال ليس دائما. بل قد تكون الجملة حالا، وقد تكون لا محل لها من الإعراب معترضة كما نذكره فيما يلي.
(٢) هذا الذي ذكره المؤلف هو مذهب جمهور النحاة، وخلاصته أن الاختصاص إذا كان بلفظ (أيها) - ويستعمل هذا اللفظ في المذكر مفردا أو مثنى أو جمعا - أو بلفظ (أيتها) ويستعمل في المؤنث مفردا أو مثنى أو جمعا أيضا - كان لفظ (أيها) أو لفظ (أيتها) اسما مبنيا على الضم، ومحله نصب، والناصب له فعل محذوف وجوبا تقديره أخص أو أذكر أو أعني أو ما يدل على ذلك، فهو - على ذلك - مفعول به، والجملة من الفعل وفاعله ومفعوله قد تكون في محل نصب على الحال، وقد تكون جملة لا محل لها من الإعراب معترضة كما في نحو (نحن أيها العرب أقرى الناس للضيف) فهذه الجملة =