أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب نوني التوكيد

صفحة 94 - الجزء 4

  وقوله:

  [٤٧١] -

  أفبعد كندة تمدحنّ قبيلا


=

لكي تعلمي أنّي امرؤ بك هائم

اللغة: (يوم الملتقى) أراد به يوم الحرب التي يلتقي فيها الأقران، وإنما طلب رؤيتها إياه في هذا اليوم ورتب عليها علمها بأنه مغرم بها لأن من عادة الأبطال إذا التحمت السيوف وتكسرت النصال على النصال أن يذكر كل منهم أحب الناس إليه؛ ليكون ذلك أبعث إلى نشاطه، وأشد إثارة لشجاعته، وانظر قول عنترة بن شداد العبسي:

ولقد ذكرتك، والرّماح نواهل ... منّي وبيض الهند تقطر من دمي

الإعراب: (ليتك) ليت: حرف تمن ونصب، وكاف المخاطبة اسمه مبني على الكسر في محل نصب (يوم) ظروف زمان متعلق بقوله ترينني الآتي، ويوم مضاف و (الملتقى) مضاف إليه (ترينني) فعل مضارع مرفوع بالنون المحذوفة لتوالي الأمثال، وياء المخاطبة المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين فاعله، والنون المشددة نون التوكيد، والنون بعدها نون الوقاية، وياء المتكلم مفعول به، والجملة في محل رفع خبر ليت (لكي) اللام لام التعليل، وكي: حرف مصدري ونصب (تعلمي) فعل مضارع منصوب بكي، وعلامة نصبه حذف النون، وياء المخاطبة فاعله (أني) أن: حرف توكيد ونصب، وياء المتكلم اسمه مبني على السكون في محل نصب (امرؤ) خبر أن (بك) جار ومجرور متعلق بقوله هائم (هائم) صفة لخبر أن، وأن مع ما دخلت عليه من اسمها وخبرها سدت مسد مفعولي تعلمي.

الشاهد فيه: قوله (ترينني) حيث أكد الفعل المضارع الواقع بعد أداة التمني وهي قوله (ليت).

[٤٧١] - ذكروا أن هذا الشاهد من أبيات سيبويه التي كانت مجهولة، ولكني رأيته قد نسب في النسخة المطبوعة في مصر من كتاب سيبويه (٢/ ١٥١) إلى المقنع، وقد نسبه الشنقيطي الكبير إلى امرئ القيس بن حجر الكندي، وذكر القصيدة التي منها بيت الشاهد، وما ذكره المؤلف ههنا عجز بيت من الكامل، وصدره قوله:

قالت فطيمة حلّ شعرك مدحه

اللغة: (فطيمة) تصغير فاطمة تصغير الترخيم بعد حذف الحرف الزائد الذي هو الألف (حل) وهو بفتح الحاء المهملة وتشديد اللام، وأصله (حلئ) فعل أمر ماضيه (حلأ) بتضعيف اللام - أي: منع وطرد، فخفف الهمزة بقلبها ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، =