[فصل: تختص النون الخفيفة بأربعة أحكام]
  الأصل الأول: أن آخر المؤكّد يفتح(١)، تقول (لتضربنّ) و (اضربنّ) ويستثنى [من ذلك] أن يكون مسندا إلى ضمير ذي لين؛ فإنّه يحرّك آخره حينئذ بحركة تجانس ذلك اللّين، كما نشرحه.
  والأصل الثاني: أن ذلك اللّين يجب حذفه إن كان ياء أو واوا، تقول: (اضربنّ يا قوم) بضم الباء، و (اضربنّ يا هند) بكسرها، والأصل: اضربونّ، واضربينّ، ثم حذفت الواو والياء لالتقاء الساكنين.
  ويستثنى من ذلك أن يكون آخر الفعل ألفا، ك (يخشى) فإنك تحذف آخر الفعل، وتثبت الواو مضمومة، والياء مكسورة؛ فتقول: (يا قوم اخشونّ) و (يا هند اخشينّ) فإن أسند هذا الفعل إلى غير الواو والياء لم تحذف آخره، بل تقلبه ياء؛ فتقول: (ليخشينّ زيد) و (لتخشينّ يا زيد)، و (لتخشيانّ يا زيدان) و (لتخشينانّ يا هندات).
[فصل: تختص النون الخفيفة بأربعة أحكام]
  فصل: تنفرد النون الخفيفة بأربعة أحكام:
  أحدها: أنها لا تقع بعد الألف، نحو: (قوما) و (اقعدا)؛ لئلا يلتقي
(١) اختلف النحاة في الفتحة التي قبل نون التوكيد المؤكد بها الفعل المضارع نحو لا تضربن وفعل الأمر نحو اضربن، فذهب أبو العباس المبرد وأبو علي الفارسي وابن السراج إلى أن هذه الفتحة فتحة البناء، والفعل عندهم مبني على الفتح، وذلك لتركبه مع النون تركيب خمسة عشر، وذهب سيبويه والسيرافي والزجاج إلى أن الفعل - مضارعا كان أو أمرا - مبني مع نون التوكيد على السكون لأنه الأصل في البناء، ثم حرك آخر الفعل للتخلص من التقاء الساكنين وهما آخر الفعل والنون، وكانت الحركة هي الفتحة لأنها أخف الحركات، وعلى هذا يقال في (لا تلعبن) مبني على سكون مقدر على آخره منع من ظهوره الفتحة العارضة لأجل التخلص من التقاء الساكنين مع طلب التخفيف.