[يصرف غير المنصرف لواحد من أربعة أسباب]
  الرابع: الضرورة، كقوله:
  [٤٨٦] -
  ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة
[٤٨٦] - هذا الشاهد من كلام امرئ القيس بن حجر، من معلقته المشهورة التي من بحر الطويل، وقد مضى الاستشهاد بعدة أبيات منها، وما ذكره المؤلف ههنا صدر بيت منها، وعجزه قوله:
فقالت: لك الويلات إنّك مرجلي
اللغة: (الخدر) بكسر الخاء المعجمة وسكون الدال المهملة - أصله المنزل تقصر فيه النساء، ومنه قالوا (هذه امرأة مخدرة) أي مقصورة في خدرها ومنزلها لا تبرحه، ويكنون بهذه العبارة عن كونها مخدومة مكفية أمور نفسها لا تخرج لحاجة من حوائجها، وأراد امرؤ القيس بالخدر الهودج، وهو أعواد تنصب فوق قتب البعير ثم ترخى فوقها ستور لتكون بداخله النساء، ويدل لهذا ما بعد البيت من أبيات القصيدة (عنيزة) بضم العين وفتح النون، بزنة التصغير - هو لقب فاطمة ابنة عمه، وقد سماها باسمها في بيت بعد ذلك في هذه القصيدة وهو الشاهد رقم ٤٥٤ الذي مضى في شواهد باب الترخيم (الويلات) جمع ويلة - بفتح الواو وسكون الياء - وهي العذاب الشديد (مرجلي) اسم فاعل مضاف لياء المتكلم، وفعله (أرجله) أي صيره راجلا، أي ماشيا على رجليه، ليس له مطية يركبها.
الإعراب: (ويوم) الواو حرف عطف، يوم معطوف على ما قبله، وهو قوله في بيت سابق على بيت الشاهد:
ويوم عقرت للعذارى مطيتي
(دخلت) فعل وفاعل (الخدر) مفعول به لدخلت (خدر) بدل من الخدر، وهو مضاف و (عنيزة) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وجملة دخلت الخدر في محل جر بإضافة يوم إليها (فقالت) الفاء حرف عطف، قال: فعل ماض، والتاء للتأنيث (لك) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم (الويلات) مبتدأ مؤخر، والجملة في محل نصب مقول القول (إنك) إن: حرف توكيد ونصب، والكاف ضمير المخاطب اسم إن مبني على الفتح في محل نصب (مرجلي): خبر إن، ومرجل مضاف وياء المتكلم مضاف إليه، والجملة لا محل لها تعليلية.
الشاهد فيه: قوله (عنيزة) حيث صرفه حين اضطر إلى ذلك مع كونه علما لمؤنث.