أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[اختلاف النحاة في منع الاسم المنصرف من الصرف]

صفحة 126 - الجزء 4

  وعن بعضهم اطّراد ذلك في لغة⁣(⁣١).

[اختلاف النحاة في منع الاسم المنصرف من الصرف]

  وأجاز الكوفيون⁣(⁣٢)، والأخفش والفارسيّ للمضطرّ أن يمنع صرف المنصرف، وأباه سائر البصريين، واحتجّ عليهم، بنحو قوله:

  [٤٨٧] -

  طلب الأزارق بالكتائب؛ إذ هوت ... بشبيب غائلة النّفوس غدور


(١) حكى هذه اللغة الأخفش، وقال: كأنها لغة الشعراء، لأنهم اضطروا إليه في الشعر، فجرت ألسنتهم على ذلك في الكلام.

(٢) وافق أبو موسى الحامض - وهو من شيوخ الكوفيين - علماء البصرة في هذا الموضوع، كما وافق الأخفش وأبو علي الفارسي - وهما من شيوخ البصريين - علماء الكوفة على ما قد ذهبوا إليه في هذا الموضوع.

[٤٨٧] - هذا الشاهد بيت من الكامل من كلام الأخطل التغلبي النصراني، من كلمة له يمدح فيها سفيان بن الأبيرد.

اللغة: (الأزارق) جمع أزرقي، وهو المنسوب إلى مذهب نافع بن الأزرق أحد رؤوس الخوارج، وكان من حقه أن يقول (الأزارقة) كما قالوا في جمع أشعري أشاعرة وفي جمع مهلبي مهالبة؛ لأنهم يزيدون التاء في الجمع عوضا عن ياء النسبة، ولكنه حذف التاء حين اضطر لإقامة الوزن (بالكتائب) الكتائب: جمع كتيبة، وهي الفصيلة من الجيش، وتطلق الكتيبة على الخيل المغيرة من المائة إلى الألف (هوت) سقطت (غائلة النفوس) أراد المنية؛ لأنها تغتال الناس وتفتك بهم (شبيب) هو شبيب بن يزيد بن نعيم الشيباني، كان رأسا من رؤوس الخوارج في عهد عبد الملك بن مروان، وقاتله الحجاج بن يوسف الثقفي؛ وفيه يقول شاعر من شعراء الخوارج:

فإن يك منكم كابن مروان وابنه ... وعمرو، ومنكم هاشم وحبيب

فمنّا حصين والبطين وقعنب ... ومنّا أمير المؤمنين شبيب

الإعراب: (طلب) فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الممدوح (الأزارق) مفعول به لطلب منصوب بالفتحة الظاهرة (بالكتائب) جار ومجرور متعلق بطلب (إذ) ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب بطلب (هوت) هوى: فعل ماضي والتاء للتأنيث (بشبيب) الباء حرف جر، شبيب: مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف ضرورة لعدم وجود غير العلمية فيه (غائلة) فاعل هوت مرفوع بالضمة =