هذا باب العلم
  وقال حسان:
  [٤١] -
  وما اهتزّ عرش اللّه من أجل هالك ... سمعنا به إلّا لسعد أبي عمرو
= ومثل هذا الشاهد في تقديم الكنية على الاسم قول الجارود بن أبي سبرة المتوفى سنة ١٢٠ هـ:
ألم تر أنّ اللّه ربّي بحوله ... وقوّته أخزى ابن عمرة مالكا
[٤١] - هذا بيت من الطويل، وقد نسب كثير من النحاة كالمصنف هذا البيت إلى حسان بن ثابت الأنصاري شاعر سيدنا رسول اللّه ﷺ، ولم أجده في نسخ ديوانه المطبوعة، ورواه أبو منصور الثعالبي في «ثمار القلوب ص ٦٤» منسوبا إلى حسان، وفيه اختلاف يسير ضاع بسببه الاستشهاد به وقد أنشده مع بعض تغيير الفقيه المحدث أبو عمر يوسف بن عبد البر في كتاب «الاستيعاب، في أسماء الأصحاب» في ترجمة سعد بن معاذ، ونسبه إلى رجل من الأنصار، غير معين، ويظهر لي أن الكلام في نسبة البيت كان «قال الأنصاري» فزاد المتأخرون اسم «حسان» لاشتهاره بهذه النسبة. والبيت في رثاء سعد بن معاذ الأنصاري سيد الأوس، ¥.
اللغة: «اهتز» تحرك «عرش اللّه» هذه الكلمة مأخوذة عن سيدنا رسول اللّه ﷺ، فقد ذكر الحافظ ابن حجر | وغيره أن سعد بن معاذ رمي بسهم يوم الخندق، فعاش بعد ذلك شهرا حتى حكم في بني قريظة، وأجيبت دعوته في ذلك، ثم انتقض جرحه فمات، فلما مات قال رسول اللّه ﷺ: «اهتز العرش لموت سعد بن معاذ»: وهو سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن حارث بن الخزرج بن النبيت بن مالك بن الأوس الأنصاري الأشهلي «هالك» ميت.
الإعراب: «ما» نافية «اهتز» فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب «عرش» فاعل اهتز مرفوع بالضمة الظاهرة، وعرش مضاف و «اللّه» مضاف إليه «من أجل» جار ومجرور متعلق باهتز، وأجل مضاف و «هالك» مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة «سمعنا» فعل وفاعل «به» جار ومجرور متعلق بسمع، وجملة الفعل وفاعله في محل جر صفة لهالك «إلا» أداة استثناء ملغاة «لسعد» جار ومجرور متعلق باهتز «أبي» بدل أو عطف بيان لسعد، وأبي مضاف و «عمرو» مضاف إليه.
الشاهد فيه: قوله: «لسعد أبي عمرو» حيث قدم الاسم الذي هو قوله: «سعد» على الكنية التي هي قوله: «أبي عمرو».