أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب إعراب الفعل

صفحة 157 - الجزء 4

  [٤٩٨] -

  لأستسهلنّ الصّعب أو أدرك المنى


= غاية ينتهي إليها ما قبلها بدليل أنه يجوز لك أن تقول: لألزمنك إلى أن تقضيني حقي، ويصح أن يكون ما بعد أو مستثنى من استمرار ما قبلها في الأزمنة المستقبلة بدليل أنه يصح لك أن تقول: لألزمنك إلا أن تقضيني حقي، أي ليكونن لزومي إياك مستمرا في جميع أوقات المستقبل وينقطع في الزمن الذي تقضيني فيه حقي.

وقد وضع العلماء ضابطا للفرق بين (أو) التي بمعنى إلى وأو التي بمعنى ألا، وحاصله أن ما كان قبل (أو) إن كان ينقضي شيئا فشيئا كانت (أو) بمعنى إلى، وإن كان ما قبل أو ينقضي دفعة واحدة كانت (أو) بمعنى إلا، فاعرف هذا كله واللّه ينفعك به.

[٤٩٨] - لم أقف على نسبة هذا الشاهد إلى قائل معين، والذي أنشده المؤلف صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:

فما انقادت الآمال إلّا لصابر

اللغة: (لأستسهلن الصعب) تقول: استسهلت الأمر؛ إذا صيرت صعبه سهلا منقادا لك بعد إباء وشماس، أو إذا عددته سهلا ولم تبال بما فيه من صعوبة، والصعب هو الأمر الذي يعسر عليك تحصيله (أدرك) أبلغ (المنى) جمع منية - بضم الميم فيهما - وهي ما يتمناه الإنسان ويرغب فيه (انقادت) لانت وتيسرت وسهلت (الآمال) جمع أمل - بزنة جبل وأجبال - وهو ما ترجوه (لصابر) المراد هنا الذي يثبت على المكاره ولا تخور عزائمه للشدائد.

الإعراب: (لأستسهلن) اللام واقعة في جواب قسم مقدر، وأستسهل: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. ونون التوكيد حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب (الصعب) مفعول به لأستسهل. وجملة الفعل المضارع وفاعله ومفعوله لا محل لها من الإعراب جواب القسم المقدر (أو) حرف معناه إلى مبني على السكون لا محل له (أدرك) فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد أو وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا (المنى) مفعول به لأدرك منصوب بفتحة مقدرة على الألف (فما) حرف دال على التعليل، وما: حرف نفي (انقادت) انقاد: فعل ماض، والتاء علامة التأنيث (الآمال) فاعل انقادت (إلا) أداة حصر (لصابر) جار ومجرور متعلق بانقادت.

الشاهد فيه: قوله (أو أدرك) حيث نصب الفعل المضارع الذي هو أدرك بأن المضمرة وجوبا بعد أو التي بمعنى إلى أو حتى.