هذا باب إعراب الفعل
  [٥٠٥] -
  ولبس عباءة وتقرّ عيني
[٥٠٥] - هذا الشاهد من شواهد سيبويه (ج ١ ص ٤٣٦) ولم ينسبه ولا نسبه الأعلم في شرح شواهده وروى الخالديان في الأشباه والنظائر (٢/ ١٣٧) البيت رقم (٥٠٥) راجع خمسة أبيات منسوبة لميسون بنت بحدل وذكر قصتها، وكانت - فيما ذكروا - امرأة من أهل البادية، فتزوجها معاوية بن أبي سفيان ونقلها إلى الحاضرة وهي أم ولده يزيد، فكانت تكثر الحنين إلى أهلها ويشتد بها الوجد إلى حالتها الأولى، والذي ذكره المؤلف صدر بيت من الوافر، وعجزه قولها:
أحبّ إليّ من لبس الشّفوف
ورواية سيبويه وجماعة في صدر البيت «للبس عباءة» بلام الابتداء.
اللغة: (ولبس) اللبس - بضم اللام وسكون الباء الموحدة - استعمالك الثوب ونحوه فيما أعد وهيئ له (عباءة) هي بفتح العين المهملة، بزنة سحابة - كساء معروف يلبسه الأعراب، وليس من لباس الحاضرة (تقر عيني) أصل معناه تثبت وتبرد، وتستعمل هذه العبارة كناية عن السرور؛ لأن برودة العين تنشأ عما يترقرق فيها من دمع المسرة، كما أن سخونة العين كناية عن الحزن؛ لأنها تنشأ عما يجري فيها من دمع الحزن (الشفوف) جمع شف - بكسر الشين المعجمة أو فتحها مع تشديد الفاء - وهو ضرب من الثياب الرقيقة.
الإعراب: (ولبس) الواو حرف عطف، لبس: مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، ولبس مضاف و (عباءة) مضاف إليه (وتقر) الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له، تقر: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد الواو العاطفة وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة (عيني) عين: فاعل مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، وعين مضاف وياء المتكلم مضاف إليه (أحب) خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة (إليّ) جار ومجرور متعلق بأحب (من لبس) جار ومجرور متعلق بأحب، ولبس مضاف و (الشفوف) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله: (وتقر) حيث نصب الفعل المضارع الذي هو تقر بأن مضمرة بعد الواو؛ ليكون المصدر المنسبك من أن ومدخولها معطوفا على الاسم السابق، فتكون قد عطفت اسما على اسم، وذلك لأن المعطوف عليه اسم خالص من التقدير بالفعل وهو لبس، وهذا الإضماء جائز لا واجب، ولو كان الاسم مقدرا بالفعل كالصفة الصريحة الواقعة صلة لأل لم يجز نصب المضارع، كالمثال الذي ذكره المؤلف؛ فإن =