أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: وجازم الفعل نوعان:]

صفحة 180 - الجزء 4

  تُؤاخِذْنا}⁣(⁣١)،

[جزمها لفعلي المتكلم مبنيين للفاعل نادر]

  وجزمها فعلي المتكلم مبنيين للفاعل نادر، كقوله:

  [٥٠٨] -

  لا أعرفن ربربا حورا مدامعها


(١) سورة البقرة، الآية: ٢٨٦.

[٥٠٨] - هذا الشاهد من كلام النابغة الذبياني، والذي أنشده المؤلف صدر بيت من البسيط، ويروى عجزه هكذا:

كأنّ أبكارها نعاج دوّار

ويروى عجزه هكذا:

مردّفات على أعقاب أكوار

اللغة: (ربربا) بفتح فسكون ففتح، بزنة جعفر - أصله اسم للقطيع من الظباء أو من بقر الوحش، ويطلق على الجماعة من ملاح النساء، على الاستعارة (حورا) جمع حوراء والحوراء: الشديدة سواد سواد العين مع شدة بياض بياضها وهو وصف من الحور - بفتح الحاء المهملة والواو - (مدامعها) المدامع: جمع مدمع - بفتح الميمين بينهما دال ساكنة - وهو اسم مكان من قولهم (دمعت العين) المراد بالمدامع على هذا العيون لأنها أماكن الدمع (مردفات) بتشديد الدال مفتوحة أي قد أركبت خلف الراكبين فجعلت كل واحدة منهن رديفا لراكب (أعقاب) جمع عقب - بفتح العين وكسر القاف - وهو المؤخر من كل شيء (أكوار) جمع كور، وهو رحل الناقة بأداته، وقد جرت عادة العرب أن يجعلوا النساء المسبيات مردفات خلف من استباهن.

الإعراب: (لا) حرف نهي (أعرفن) أعرف: فعل مضارع، مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة في محل جزم بلا الناهية، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، ونون التوكيد الخفيفة حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب (ربربا) مفعول به لأعرف (حورا) نعت لربرب منصوب بالفتحة الظاهرة (مدامعها) مدامع فاعل بحور مرفوع بالضمة الظاهرة، ومدامع مضاف وضمير الغائبة العائد إلى الربرب مضاف إليه (مردفات) حال من ربرب منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم (على) حرف جر (أعقاب) مجرور بعلى، والجار والمجرور متعلق بقوله مردفات، وأعقاب مضاف و (أكوار) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

الشاهد فيه: قوله: (لا أعرفن) فإن (لا) هذه هي الناهية، والفعل المضارع المجزوم بها محلّا للمتكلم، وهو مبني للمعلوم؛ وذلك شاذ؛ فإن حاولت أن تجعل (لا) نافية منع من ذلك أن نون التوكيد إنما يكثر دخولها على الفعل الطلبي، وقد قلنا لك مرارا؛ =