[المواضع التي يجب فيها حذف الجواب]
[المواضع التي يجب فيها حذف الجواب]
  ويجب حذف الجواب(١)، إن كان الدالّ عليه ما تقدّم ممّا هو جواب في المعنى(٢)، نحو: (أنت ظالم إن فعلت) أو ما تأخر من جواب قسم سابق، نحو:
= الشرط محذوف، والتقدير: فافعل، مثلا، ونظير هذه الآية حذف جواب لو في قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى} أي لكان هذا القرآن، مثلا.
(١) بقي مما لم يتعرض المؤلف له ههنا من أنواع الحذف حذف الشرط والجواب معا وبقاء أداة الشرط، وقد ورد ذلك والأداة إن في قول الراجز:
قالت بنات العمّ يا سلمى وإن ... كان فقيرا معدما قالت وإن
يريد: أترضين به إن كان فقيرا معدما؟ قالت: وإن كان فقيرا معدما أرض به، فحذف الشرط والجواب جميعا وأبقى أداة الشرط وهي إن، وقد ورد ذلك أيضا في قول النمر بن تولب:
فإنّ المنيّة من يخشها ... فسوف تصادفه أينما
يريد أينما يذهب المرء تصادفه منيته، فحذف الشرط والجواب وأبقى أداة الشرط وهي أينما، هذا وقد اجتمع في جملتين من كلام واحد حذف شرط وحذف جواب، وذلك في الحديث في شأن اللقطة (فإن جاء صاحبها وإلا استمتع بها) فالمحذوف من الجملة الأولى جواب الشرط، ومن الجملة الثانية فعل الشرط، وتقدير الكلام: فإن جاء صاحبها فأدها إليه، وإلا يجئ فاستمتع بها، وفي هذا الحديث حذف الفاء من جملة الجواب الطلبية.
(٢) ههنا ثلاثة أمور يجمل بك أن تعرفها في تفصيل وإيضاح.
الأمر الأول: أن المواضع التي يتحتم فيها تقدير جواب الشرط محذوفا وقد أغنى عنه ما تقدم من الكلام ثلاثة مواضع:
الموضع الأول: أن يكون المتقدم جملة اسمية، نحو (أنت ظالم إن آذيتني) فإن تقدير هذا الكلام: أنت ظالم إن آذيتني فأنت ظالم، وإنما لم يجعلوا الجملة المتقدمة هي الجواب لأنها جملة اسمية غير مقترنة بالفاء، وقد علمت أن الجواب إذا كان جملة اسمية وجب اقترانه بالفاء أو بإذا الفجائية أو بهما، على خلاف في الأخير بيناه لك فيما مضى.
الموضع الثاني: أن يكون الكلام السابق جملة فعلية فعلها مضارع منفي بلم وقد اقترنت بالفاء، نحو قولك (فلم تقم بواجبك إن فعلت هذا) ولا يكون الكلام المتقدم هنا هو =