أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

فصل في أما

صفحة 209 - الجزء 4

  رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ}⁣(⁣١)، وقوله:

  [٥٢١] -

  ولو نعطى الخيار لما افترقنا

  قيل: وقد تجاب بجملة اسمية، نحو: {لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ}⁣(⁣٢)؛ وقيل:

  الجملة مستأنفة، أو جواب لقسم مقدّر، وإنّ (لو) في الوجهين للتمني فلا جواب لها.

فصل في أمّا

  وهي حرف شرط وتوكيد دائما، وتفصيل غالبا.


(١) سورة الأنعام، الآية: ١١٢.

[٥٢١] - لم أقف على نسبة هذا الشاهد إلى قائل معين، والذي أنشده المؤلف صدر بيت من الوافر، وعجزه قوله:

ولكن لا خيار مع اللّيالي

الإعراب: (لو) حرف شرط غير جازم (نعطى) فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بضمة مقدرة على الألف، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن، وهو المفعول الأول لنعطى (الخيار) مفعول ثان لنعطى، منصوب بالفتحة الظاهرة (لما) اللام واقعة في جواب لو، وما: حرف نفي (افترقنا) فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره، ونا: فاعله، والجملة لا محل لها جواب لو (ولكن) الواو حرف عطف، لكن: حرف استدراك (لا) نافية للجنس (خيار) اسم لا النافية للجنس مبني على الفتح في محل نصب (مع) ظرف متعلق بمحذوف خبر لا، ومع مضاف و (الليالي) مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل.

الشاهد فيه: قوله: (لما افترقنا) حيث وقع جواب (لو) فعلا ماضيا منفيا بما واقترن مع هذا باللام، وهذا قليل، والكثير في مثل هذه الحال أن يكون الجواب غير مقترن باللام، ولو أنه جاء به على ما هو الكثير لقال (لو نعطى الخيار ما افترقنا) كما قال اللّه تعالى: {وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ}.

(٢) سورة البقرة، الآية: ١٠٣.