أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب العدد

صفحة 220 - الجزء 4

  العدّة والجنس إلّا من العدد والمعدود جميعا، وذلك لأنّ قولك: (ثلاثة) يفيد العدّة دون الجنس، وقولك: (رجال) يفيد الجنس دون العدّة، فإن قصدت الإفادتين، جمعت بين الكلمتين⁣(⁣١).


= فإن الآية مسوقة لإثبات الوحدانية ونفي التعدد، ولو حذفت الوصف بالعدد لأوهم الكلام أن المراد إثبات الإلهية.

(١) اعلم أن للثلاثة والعشرة وما بينهما ثلاثة أحوال، لأنك إما أن تريد بكل واحد من هذه الألفاظ العدد الذي يدل عليه لفظها، وإما أن تريد المعدود ولكنك لا تذكر هذا المعدود، وإما أن تريد المعدود وتذكره معها.

الحالة الأولى: أن تريد بها العدد المطلق، ويجب في هذه الحالة أن تأتي باللفظ مقرونا بالتاء، لأنها على هذا وضعت كما قرره ابن مالك وبيناه لك آنفا، ويجب - مع ذلك - أن تمنعها من الصرف، لأنه قد اجتمع فيها العلمية والتأنيث، فتقول (ثلاثة نصف ستة) وتقول (ستة ضعف ثلاثة) وتقول (تسعة ثلاثة أمثال ثلاثة).

الحالة الثانية: أن تريد بكل منها المعدود، ولكنك لا تذكر معها المعدود الذي تريده، ولك في هذه الحالة وجهان، الأول أن تأتي بها كما لو ذكرت المعدود تماما: بالتاء إن كان المعدود المقصود مذكرا، ومن غير تاء إن كان المعدود المقصود مؤنثا، فتقول (صمت خمسة) وأنت تريد أياما، وتقول (سهرت أربعا) وأنت تريد ليالي، وهذا الوجه أفصح الوجهين، والثاني أن تأتي بها موافقة للمعدود في التذكير والتأنيث: بغير تاء مع المذكر، وبالتاء مع المؤنث، فتقول (صمت خمسا) وأنت تريد أياما وتقول: (سهرت أربعة) وأنت تريد ليالي، وعلى هذا جاء الحديث الشريف «من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال» وقد خص تقي الدين السبكي هذا الوجه بما إذا كان المعدود المحذوف أياما، ولا نرى لك أن تلتزم هذا التقييد.

الحالة الثالثة: أن تريد بكل واحد منها المعدود، وتذكر المعدود الذي أردته مع العدد، وهذه الحالة تستعمل على صورتين:

الصورة الأولى: أن تذكر العدد وتضيفه إلى المعدود، وفي هذا الوجه يجب أن يؤتى باسم العدد مخالفا للمعدود في التذكير والتأنيث، بالتاء مع المذكر، وبحذف التاء مع المؤنث، فتقول (ثلاثة رجال) وتقول: (خمس نساء) وعلى هذا ورد قوله تعالى: =