أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[الموصول الاسمي ضربان: نص، ومشترك، وبيان النص منها]

صفحة 127 - الجزء 1

[الموصول الاسمي ضربان: نص، ومشترك، وبيان النص منها]

  والاسميّ ضربان: نصّ، ومشترك.

  فالنصّ ثمانية: منها للمفرد المذكر «الذي» للعالم وغيره، نحو: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ}⁣(⁣١) {هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}⁣(⁣٢)، وللمفرد المؤنث:

  «التي» للعاقلة وغيرها، نحو: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها}⁣(⁣٣) {ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها}⁣(⁣٤)، ولتثنيتهما: «اللّذان» و «اللّتان» رفعا، و «اللّذين» و «اللّتين» جرّا ونصبا، وكان القياس في تثنيتهما وتثنية: «ذا» و «تا»، أن يقال: اللّذيان واللّتيان وذيان وتيان، كما يقال القاضيان - بإثبات الياء - وفتيان - بقلب الألف ياء - ولكنهم فرقوا بين تثنية المبني والمعرب، فحذفوا الآخر، كما فرقوا في التصغير، إذ قالوا: اللّذيّا واللّتيّا وذيّا وتيّا، فأبقوا الأوّل على فتحه، وزادوا ألفا في الآخر عوضا عن ضمة التصغير، وتميم وقيس تشدّد النون فيهما تعويضا من المحذوف أو تأكيدا للفرق، ولا يختصّ ذلك بحالة الرفع خلافا للبصريين؛ لأنه قد قرئ في السبع {رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ}⁣(⁣٥) {إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ}⁣(⁣٦)، بالتشديد، كما قرئ {وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ}⁣(⁣٧)، {فَذانِكَ بُرْهانانِ}⁣(⁣٨)، وبلحرث بن كعب وبعض ربيعة يحذفون نون اللذان واللتان، قال:


=

إلّا الّذي قاموا بأطراف المسد

فإن الكلام يدل على أنه أراد «إلّا الذين قاموا» والنون تحذف من المثنى والجمع في الموصولات كالشاهدين ٤٣ و ٤٤ الآتيين لطول الاسم الموصول بالصلة والعائد، وسيأتي هذا الكلام موضحا.

(١) سورة الزمر، الآية: ٧٤.

(٢) سورة الأنبياء، الآية: ١٠٣.

(٣) سورة المجادلة، الآية: ١.

(٤) سورة البقرة، الآية: ١٤٢.

(٥) سورة فصلت، الآية: ٢٩.

(٦) سورة القصص، الآية: ٢٧.

(٧) سورة النساء، الآية: ١٦.

(٨) سورة القصص، الآية: ٣٢.