أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب العدد

صفحة 229 - الجزء 4

  ويضاف لجمع التصحيح في مسألتين⁣(⁣١):

  إحداهما: أن يهمل تكسير الكلمة، نحو: {سَبْعَ سَماواتٍ}⁣(⁣٢)، و (خمس صلوات) و {سَبْعَ بَقَراتٍ}⁣(⁣٣).

  والثانية: أن يجاور ما أهمل تكسيره، نحو: {سَبْعَ سُنْبُلاتٍ}⁣(⁣٤)، فإنّه في التّنزيل مجاور ل {سَبْعَ بَقَراتٍ}.

  ويضاف لبناء الكثرة في مسألتين:

  إحداهما: أن يهمل بناء القلّة، نحو: (ثلاث جوار) و (أربعة رجال) و (خمسة دراهم).

  والثانية: أن يكون له بناء قلّة، ولكنه شاذ قياسا أو سماعا فينزّل لذلك منزلة المعدوم؛ فالأوّل نحو: {ثَلاثَةَ قُرُوءٍ}⁣(⁣٥)، فإن جمع قرء بالفتح على أقراء شاذ، والثاني نحو: (ثلاثة شسوع) فإن أشساعا قليل الاستعمال.


(١) وبقي مما تضاف معه الثلاثة وأخواتها إلى جمع التصحيح مسألتان.

الأولى: أن يكون جمع التكسير غير قياسي وقد مثلوا لذلك بقولك (ثلاث سعادات) جمع سعاد اسم امرأة، وهذا بناء على أن وزن فعائل من جمع التكسير لا ينقاس إلا في نحو سحابة وكتيبة مما هو مؤنث بتاء التأنيث، فأما المؤنث بغير علامة التأنيث فلا يجمع هذا الجمع، فإن ورد من ذلك شيء نحو عجوز وعجائز حفظ ولم يقس عليه، ولا نسلم لهم ذلك.

الثانية: أن يكون تكسير الكلمة واردا لكنه مع وروده قليل الاستعمال، نحو قوله تعالى: {فِي تِسْعِ آياتٍ} فإن تكسير آية على آي وارد عن العرب، ولكنه ليس كثيرا في استعمالهم، فلهذا عدل عنه إلى جمع المؤنث السالم الكثير الاستعمال.

(٢) سورة البقرة، الآية: ٢٩

(٣) سورة يوسف، الآية: ٤٣

(٤) سورة يوسف، الآية: ٤٣

(٥) سورة البقرة، الآية: ٢٢٨