هذا باب الموصول
  وقال:
  [٤٤] -
  هما اللّتا لو ولدت تميم
= جاء به بالياء، وفي لغة من جاء به بالواو، فأما الأول فمنه قول الشاعر في بعض تخريجاته، وقد أنشدناه من قبل:
وإنّ الّذي حانت بفلج دماؤهم ... هم القوم كلّ القوم يا أمّ خالد
وخرج عليه بعض العلماء قول اللّه تعالى: {وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا} فقد زعموا أن التقدير: وخضتم كالذين خاضوا، وأما الثاني فمنه قول الشاعر:
نحن الذّو بعكاظ طيّروا شررا ... من روس قومك ضربا بالمصاقيل
قالوا أراد «نحن الّذون» على لغة من جاء به بالواو في حال الرفع - وستأتي مشروحة - فحذف النون تخفيفا.
[٤٤] - هذا بيت من الرجز المشطور، ينسب إلى الأخطل التغلبي صاحب الشاهد السابق، وبعده قوله:
لقيل فخر لهم صميم
اللغة: «تميم» اسم قبيلة، وأبوها تميم بن مر بن أد بن طابخة، ويجوز فيها التأنيث باعتبار القبيلة والتذكير باعتبار الأب «فخر» الفخر - بفتح فسكون هنا، وقد تحرك خاؤه، ومثله الفخار والفخارة - بفتح فائهما - هو التمدح بالخصال، وأراد هنا الشرف وعظيم المنزلة «صميم» خالص لا شائنة تشوبه أصلا.
المعنى: يمدح امرأتين بأنه لو ولدتهما تميم لكان لتميم بهذه الولادة الفخر الذي لا يشوبه شيء.
الإعراب: «هما» ضمير منفصل مبتدأ «اللتا» اسم موصول خبر المبتدأ «لو» حرف شرط غير جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب «ولدت» ولد: فعل ماض، والتاء دالة على تأنيث الفاعل «تميم» فاعل ولد، مرفوع بالضمة الظاهرة «لقيل» اللام واقعة في جواب لو، قيل: فعل ماض مبني للمجهول «فخر» خبر مبتدأ محذوف، وتقدير الكلام: هذا فخر «لهم» جار ومجرور متعلق بفخر أو بمحذوف صفة له «صميم» صفة لفخر، ويجوز أن يكون قوله «فخر» مبتدأ، والجار والمجرور بعده متعلقا بمحذوف خبر، والذي سوغ الابتداء به مع كونه نكرة شيئان: أحدهما وصفه بصميم، وثانيهما كونه في معنى الفعل نحو (سلام على آل ياسين) ونحو «عجب لك» وعلى أية حال تكون جملة المبتدأ وخبره في محل رفع نائب فاعل لقيل، وجملة الشرط وجوابه لا محل لها صلة الموصول. =