[شروط الوقف بنقل الحركة خمسة]
  {إِنَّ شَجَرَةَ}(١)، وقال الشّاعر:
  [٥٥٦] -
  واللّه أنجاك بكفّي مسلمت ... من بعد ما وبعد ما وبعدمت
  كانت نفوس القوم عند الغلصمت ... وكادت الحرّة أن تدعى أمت
(١) سورة الدخان، الآية: ٤٣.
[٥٥٦] - هذه أربعة أبيات من الرجز المشطور، وهذا الشاهد من كلام أبي النجم العجلي، الراجز المعروف.
اللغة: «الغلصمة» طرف الحلقوم.
الإعراب: «اللّه» مبتدأ «أنجاك» أنجى: فعل ماض، وفاعله مستتر فيه يعود إلى لفظ الجلالة، وضمير المخاطب مفعول به «بكفي» جار ومجرور متعلق بأنجى، وكفي مضاف، و «مسلمة» مضاف إليه «من بعد» جار ومجرور متعلق بأنجى أيضا «ما» مصدرية «وبعد ما» الواو عاطفة، والظرف معطوف على الظرف قبله، وما: مصدرية أيضا «وبعدمت» مثل سابقه إلا أنه أبدل من ألف ما المصدرية هاء ثم أبدل من هذه الهاء تاء في الوقف «كانت» كان: فعل ماض ناقص، والتاء تاء التأنيث «نفوس» اسم كان، وهو مضاف و «القوم» مضاف إليه «عند» ظرف متعلق بمحذوف خبر كان، وعند مضاف و «الغلصمت» مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها سكون الوقف، وكان مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر بواسطة ما المصدرية، وهذا المصدر مجرور بإضافة بعد إليه، وتقدير الكلام: اللّه أنجاك بكفي مسلمة من بعد كون نفوس القوم عند الغلصمة «وكادت» الواو حرف عطف، كاد: فعل ماض ناقص، والتاء للتأنيث «الحرة» اسم كاد مرفوع بالضمة الظاهرة «أن» مصدرية «تدعى» فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بأن وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي «أمت» مفعول ثان لتدعى منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهرها سكون الوقف، وأن مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر يقع خبر كاد.
الشاهد فيه: قوله: «الغلصمة، ومسلمة، وأمة» حيث لم يبدل تاء التأنيث في الوقف هاء، بل أبقاها على حالها، وأما قوله: «مت» فإن الأصل «ما» فأبدل الألف هاء، ثم أبدل الهاء تاء، ليوافق بذلك قوافي بقية الأبيات، وقال ابن جني: «أبدل الألف هاء، ثم الهاء تاء تشبيها لها بهاء التأنيث، فوقف عليها بالتاء» وذكر أنه عرض هذا التخريج على شيخه أبي علي فقبله وارتضاه.