أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[مسألة: حركتها]

صفحة 329 - الجزء 4

  بل الوجه أن تبدل ألفا، وقد تسهّل مع القصر، تقول (آلحسن عندك) و (آيمن اللّه يمينك) بالمد على الإبدال راجحا، وبالتسهيل مرجوحا، ومنه قوله:

  [٥٦٢] -

  أألحقّ إن دار الرّباب تباعدت


= رقم ٤٧٩، وتجمع الشيمة على شيم - بكسر الشين وفتح الياء، انظر شرح الشاهد رقم ٤٦٨ «حدثان الدهر» بفتحات - أي صروف الدهر وأحداثه «جمل» بضم الجيم وسكون الميم - اسم امرأة.

الإعراب: «ألا» أداة استفتاح «لا» حرف نفي «أرى» فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الألف، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا «اثنين» مفعول أول لأرى «أحسن» مفعول ثان لأرى «شيمة» تمييز «على حدثان» جار ومجرور متعلق بأحسن، وحدثان مضاف و «الدهر» مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة «مني» جار ومجرور متعلق بأحسن «ومن» الواو حرف عطف، من: حرف جر «جمل» مجرور بمن، والجار والمجرور معطوف بالواو على الجار والمجرور السابق.

الشاهد فيه: قوله «اثنين» فإن الهمزة في أوله في أصلها همزة وصل، ومن حق همزة الوصل أن تسقط في درج الكلام، وقد أثبتها الشاعر في هذا البيت في درج الكلام حين اضطر إلى ذلك لإقامة وزن البيت.

ومثل ذلك قول الشاعر، وينسب لقيس بن الخطيم:

إذا جاوز الاثنين سرّ فإنّه ... بنثّ وتكثير الوشاة قمين

[٥٦٢] - لم ينسب الشيخ خالد هذا الشاهد إلى قائل معين، وهو من شواهد سيبويه (ج ١ ص ٤٦٨) وقد نسبه هو والأعلم إلى عمر بن أبي ربيعة. ونسبه العيني إلى حسان بن يسار التغلبي، والذي أنشده المؤلف ههنا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:

أو انبتّ حبل أنّ قلبك طائر

اللغة: «الرباب» بفتح الراء، بزنة السحاب - أصله السحاب، وقد سموا به النساء «تباعدت» صارت بعيدة من دارك بحيث يتعذر عليكما الاجتماع والتلاقي «انبت» انقطع «حبل» أصل الحبل معروف، وقد كثر استعمالهم هذه الكلمة في معنى أواصر المودة وأسباب الاجتماع والألفة «أن قلبك طائر» كنى بهذه العبارة عن ذهاب عقله حزنا، أو عن شدة خفقانه واضطرابه، وانظر إلى قول قيس:

كأنّ القلب ليلة قيل يغدى ... بليلى العامريّة أو يراح

قطاة عزّها شرك، فأضحت ... تجاذبه وقد علق الجناح

=