أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الموصول

صفحة 139 - الجزء 1

  معربة؛ فقيل مطلقا، وقال سيبويه: تبنى على الضم إذا أضيفت لفظا وكان صدر صلتها ضميرا محذوفا، نحو: {أَيُّهُمْ أَشَدُّ}⁣(⁣١) وقوله:

  على أيّهم أفضل⁣(⁣٢)

  وقد تعرب حينئذ كما رويت الآية بالنصب والبيت بالجر.

  وأمّا «أل»، فنحو: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ}⁣(⁣٣)، ونحو: {وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ}⁣(⁣٤)، وليست موصولا حرفيّا خلافا للمازني ومن وافقه، ولا حرف تعريف خلافا لأبي الحسن.

  وأما «ذو» فخاصة بطيّئ، والمشهور بناؤها، وقد تعرب، كقوله:

  فحسبي من ذي عندهم ما كفانيا⁣(⁣٥)


= ذلك لا يضرنا؛ لأنا لم ندع أن إبهامهما واحد، وإنما ادعينا أن الإبهام يناسب الإبهام ولا يناسب التعيين.

(١) سورة مريم، الآية: ٦٩.

(٢) قد مضى قريبا ذكر هذا الشاهد وبيان وجه الاستشهاد به (وهو الشاهد رقم ٥٠).

(٣) سورة الحديد، الآية: ١٨.

(٤) سورة الطور، الآية: ٥.

(٥) هذا عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:

فإمّا كرام موسرون لقيتهم

وقد تقدم ذكر هذا البيت مشروحا في باب المعرب والمبني من هذا الكتاب (وهو الشاهد رقم ٧) وقدمنا ذكر قائله والأبيات التي ترتبط به في المعنى. ومكان الاستشهاد فيه قوله «من ذي» فيمن رواه بالياء، فإنه يدل على أن «ذو» الموصولة قد تكون معربة إعراب «ذي» بمعنى صاحب: بالواو رفعا، وبالياء جرا، وبالألف نصبا، والذي رواه بالياء هو أبو الفتح بن جني في كتابه المحتسب، وهذه الرواية التي تقتضي الإعراب مشكلة، لأن سبب البناء - وهو شبهها بالحرف شبها افتقاريا - موجودة في هذه الكلمة ولم يعارضه شيء مما يختص بالاسم حتى يراعى هذا المعارض فتعرب.