هذا باب الإبدال
  اسما لم تغير، كقوله:
  [٥٧١] -
  أدارا بحزوى هجت للعين عبرة
  السابعة: أن تلتقي هي والياء في كلمة؛ والسّابق منهما ساكن متأصّل ذاتا وسكونا، ويجب حينئذ إدغام الياء في الياء، مثال ذلك فيما تقدمت فيه الياء سيّد وميّت، أصلهما: سيود وميوت؛ ومثاله فيما تقدّمت الواو طيّ وليّ مصدرا طويت ولويت، وأصلهما: طوي ولوي.
  ويجب التصحيح إن كانا من كلمتين، نحو: (يدعو ياسر) و (يرمي واعد) أو كان السابق منهما متحركا نحو: طويل وغيور، أو عارض الذّات نحو: روية مخفف رؤية، أو عارض السكون نحو: قوي فإنّ أصله الكسر، ثم إنه سكّن للتخفيف، كما يقال في علم: علم.
  وشذ عمّا ذكرنا ثلاثة أنواع: نوع أعلّ، ولم يستوف الشروط كقراءة بعضهم:
[٥٧١] - هذا الشاهد من كلام ذي الرمة غيلان بن عقبة، والذي أنشده المؤلف ههنا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:
فماء الهوى يرفضّ أو يترقرق
اللغة: «حزوى» بضم الحاء المهملة - اسم موضع يكثر ذو الرمة من ذكره «هجت» أثرت وحركت «عبرة» بفتح فسكون، أي دمعة «يرفض» تقول «ارفض دمع فلان» بتشديد الضاد، أي سال وترشش، والمراد أنه يسيل متفرقا متناثرا «يترقرق» أي يجري جريا سهلا.
الإعراب: «أدارا» الهمزة للنداء، ودارا: منادى منصوب بالفتحة الظاهرة لأنه شبيه بالمضاف بسبب وصفه بالجار والمجرور بعده «بحزوى» جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت لقوله: دارا «هجت» فعل وفاعل «للعين» جار ومجرور متعلق بقوله هجت «عبرة» مفعول به لهجت «فماء» الفاء عاطفة، ماء: مبتدأ، وهو مضاف و «الهوى» مضاف إليه «يرفض» فعل مضارع فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ماء الهوى، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ «أو» حرف عطف «يترقرق» فعل مضارع معطوف على قوله: يرفض مرفوع بالضمة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله: «حزوى» حيث صحت الواو فيه، لكونه اسما لا وصفا.