أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الإبدال

صفحة 348 - الجزء 4

  والتّاسعة: أن تكون لام فعول جمعا نحو: عصا وعصيّ وقفا وقفيّ ودلو ودليّ، والتّصحيح شاذّ؛ قالوا: أبوّ، وأخوّ، ونحوّ جمعا لنحو وهو الجهة، ونجوّ - بالجيم - جمعا لنجو، وهو السّحاب الذي هراق ماءه، وبهو وهو المصدر وبهوّ⁣(⁣١).

  فإن كان فعول مفردا وجب التصحيح، نحو: {وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً}⁣(⁣٢) {لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ}⁣(⁣٣)، وتقول: نما المال نموّا، وسما زيد سموّا وقد يعلّ نحو: عتا الشيخ عتيّا، وقسا قلبه قسيّا.

  العاشرة: أن تكون عينا لفعّل جمعا صحيح اللام كصيّم ونيّم؛ والأكثر فيه التصحيح؛ تقول: صوّم ونوّم، ويجب إن اعتلت اللّام، لئلا يتوالى إعلالان وذلك كشوّى وغوّى جمعي شاو وغاو، أو فصلت من العين نحو: صوّام ونوّام، لبعدها، حينئذ من الطّرف، وشذ قوله:

  [٥٧٣] -

  فما أرّق النّيّام إلّا كلامها


= قلب الواو التي هي واو الكلمة ياء لأنها متطرفة، فصار «معدويا» فاجتمعت الواو والياء في كلمة والسابقة منهما ساكنة فقلبت الواو ياء، ثم أدغمت الياء في الياء، ثم قلبت ضمة الدال كسرة لمناسبة الياء، وقياس نظائر هذا الفعل أن تصح لام اسم المفعول منه أي لا تقلب ياء وتدغم في واو مفعول فيقال «معدو» على نحو ما يقال في اسم المفعول من غزا ودعا وبلاه يبلوه: مغزو ومدعو ومبلو، ولكن الشاعر أعل اسم المفعول في هذا البيت شذوذا.

(١) قوله: «وهو المصدر» لنا فيه وقفة، فإن المؤلف يذهب إلى أن المصدر لا يثنى ولا يجمع، وإنما البهو هنا البيت المقدم أمام البيوت أو الكناس الواسع يتخذه الثور في أصل الأرطى، وقد ورد جمع هذا على بهيّ كما هو القياس وعلى بهوّ، وهو شاذ.

(٢) سورة الفرقان، الآية: ٢١.

(٣) سورة القصص، الآية: ٨٣.

[٥٧٣] - هذا الشاهد من كلام أبي الغمر الكلابي، وسماه الشيخ خالد أبا النجم الكلابي، والذي أنشده المؤلف عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:

ألا طرقتنا ميّة بنة منذر

=