أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الموصول

صفحة 140 - الجزء 1

  فيمن رواه بالياء، والمشهور أيضا إفرادها وتذكيرها، كقوله:

  [٥١] -

  وبئري ذو حفرت وذو طويت


[٥١] - هذا عجز بيت من الوافر، وصدره قوله:

فإنّ الماء ماء أبي وجدّي

وهذا البيت من كلمة لسنان بن الفحل الطائي، أوردها أبو تمام حبيب بن أوس الطائي في ديوان الحماسة، وكان بنو جرم من طيئ وبنو هرم بن العشراء من فزارة قد لج بهم الخصام في شأن ماء من مياههم، فترافعوا إلى عبد الرحمن بن الضحاك والي المدينة، وكان صهرا للفزاريين، فخشي الطائيون أن يميل في حكومته إلى أصهاره، فبرك سنان بن الفحل أمامه وأنشد بين يديه الكلمة التي منها بيت الشاهد.

اللغة: «ذو حفرت» أراد التي حفرتها «وذو طويت» أراد التي طويتها، وطيّ البئر: بناؤه بالحجارة.

الإعراب: «إن» حرف توكيد ونصب «الماء» اسم إن «ماء» خبر إن، وهو مضاف وأب من «أبي» مضاف إليه، وأب مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «وجدي» الواو عاطفة، وجد: معطوف على أبي، وياء المتكلم مضاف إليه «وبئري» الواو للاستئناف، بئر:

مبتدأ، وهو مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «ذو» خبر المبتدأ «حفرت» فعل وفاعل، والجملة لا محل لها صلة ذو الموصولة «وذو» الواو عاطفة، ذو: معطوف على ذو السابقة «طويت» فعل وفاعل، والجملة لا محل لها صلة، وقد حذف العائد على الموصولين من جملتي الصلة، وأصل الكلام: وبئري ذو حفرتها وذو طويتها، ويجوز أن تكون الواو في «وبئري» عاطفة وقد عطفت جملة المبتدأ والخبر على جملة إن واسمها وخبرها، كما يجوز أن تكون عاطفة وقد عطفت «بئري» على اسم إن و «ذو حفرت» على خبر إن، فيكون من العطف على معمولي عامل واحد، وهو مما لا نزاع في جوازه.

الشاهد فيه: قوله «ذو حفرت وذو طويت» حيث استعمل «ذو» في الجملتين اسما موصولا بمعنى التي، وأجراه على غير العاقل، لأن المعنى والمقصود بذو في الموضعين البئر، والبئر مؤنثة بغير علامة تأنيث، وهي غير عاقلة، وذلك واضح، ومن استعمال ذو في المفرد المذكر العاقل قول قوال الطائي:

فقولا لهذا المرء ذو جاء ساعيا ... هلمّ فإنّ المشرفيّ الفرائض

يريد: فقولا لهذا المرء الذي جاء ساعيا، ومن استعمال ذو في المفرد المذكر غير =