هذا باب الإبدال
  وتقول في افتعل من الإزار (إيتزر)، ولا يجوز إبدال الياء تاء وإدغامها في التّاء؛ لأنّ هذه الياء بدل من همزة، وليست أصليّة، وشذّ قولهم في افتعل من الأكل (اتّكل) وقول الجوهري في اتّخذ (إنّه افتعل من الأخذ) وهم، وإنّما التّاء أصل، وهو من تخذ(١)، كاتّبع من تبع.
= اللغة: «القوافي» جمع قافية، وتطلق القافية على حرف الروي الذي بنيت عليه القصيدة فيقال «قافية النون» إذا كانت القصيدة مبنية على حرف النون، وتطلق على أول متحرك بعده ساكن من آخر البيت، وتطلق على القصيدة كلها، وعلى البيت كله، من باب إطلاق اسم الجزء على كله، ومن ذلك قول الشاعر:
وكم علّمته نظم القوافي ... فلمّا قال قافية هجاني
«تتلجن» أصله توتلجن، فلما وقعت الواو فاء في صيغة افتعل قلبت تاء ثم أدغمت في التاء، ومعناه أن القوافي والقصائد والأشعار تدخل في مضايق الأمكنة التي لا يستطيع والج أن يلج فيها «موالجا» جمع مولج، وهو مكان الولوج: أي الدخول «تضايق» أصله تتضايق فحذف إحدى التاءين، وكذلك «تولجها» أصله تتولجها فحذف إحدى التاءين.
الإعراب: «إن» حرف توكيد ونصب «القوافي» اسم إن منصوب بفتحة مقدرة على الياء منع من ظهورها معاملة المنصوب معاملة المرفوع والمجرور «تتلجن» فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، ونون النسوة العائدة إلى القوافي فاعل مبني على الفتح في محل رفع، والجملة من الفعل المضارع وفاعله في محل رفع خبر إن «موالجا» ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة، وكان من حق العربية عليه أن يمنعه من التنوين لكونه على صيغة منتهى الجموع، لكنه لما اضطر إلى تنوينه صرفه.
الشاهد فيه: قوله «تتلجن» فإن أصله توتلجن، فالواو فاء الكلمة والتاء التي بعدها زائدة وهي تاء الافتعال، فقلبت الواو تاء، ثم أدغمت التاء في التاء.
(١) هذا الكلام مبني على ثبوت «تخذ» ثلاثيا من باب علم، وهو الصواب، ومن أدلته قوله تعالى: {لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً} في قراءة؛ وقول الشاعر:
تخذت غراز إثرهم دليلا ... وفرّوا في الحجاز ليعجزوني
ولم يثبت ذلك عند الجوهري، ورأى أن يخرج «اتخذ» ولم يجد ثلاثيا إلا أخذ، فقال ما سمعت في كلام المؤلف.