هذا باب نقل حركة الحرف المتحرك المعتل إلى الساكن الصحيح قبله
  وبنو تميم تصحّح اليائي فيقولون: مبيوع ومخيوط، قال:
  [٥٧٨] -
  وكأنّها تفّاحة مطيوبة
  وقال:
  [٥٧٩] -
  وإخال أنّك سيّد معيون
[٥٧٨] - هذا نصف بيت من الكامل، ولم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين، ولم أقف له على تكملة.
اللغة: «كأنها» الضمير المتصل المنصوب يعود إلى الخمر التي يصفها الشاعر، كما يقول الشيخ خالد «تفاحة» التفاح معروف، ووجه التشبيه ذكاء الرائحة وطيبها «مطيوبة» اسم المفعول من قولهم «طاب فلان الشيء يطيبه» من باب ضرب - إذا وجده طيبا لذيذا حلوا، وتقول أيضا: طاب الشيء يطيب - من باب ضرب أيضا - إذا لذ وذكا وحسن وحلا؛ فهذا الفعل يأتي متعديا ومنه أخذ اسم المفعول، ويأتي لازما.
الإعراب: «كأنها» كأن: حرف تشبيه ونصب ينصب الاسم ويرفع الخبر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وضمير الغائبة المؤنثة العائد إلى الخمر الموصوفة اسم كأن مبني على السكون في محل نصب «تفاحة» خبر كأن مرفوع بالضمة الظاهرة، «مطيوبة» نعت لتفاحة، مرفوع بالضمة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله «مطيوبة» وكان قياس الشائع في كلام العرب أن يقول مطيبة كمبيعة.
[٥٧٩] - هذا الشاهد من كلام العباس بن مرداس السلمي، يخاطب كليب بن عمرو السلمي ثم الظفري، والذي أنشده المؤلف ههنا عجز بيت من الكامل، وصدره قوله:
قد كان قومك يحسبونك سيّدا
اللغة: «إخال» أظن «معيون» يروى بالعين مهملة وبالغين معجمة؛ فمن رواه بالعين المهملة فهو يراه اسم المفعول من «عانه يعينه» إذا أصابه بالعين، أو أصاب عينه ومن رواه بالغين المعجمة - وهو الأوفق - فهو يراه اسم المفعول أيضا من قولهم «غين على قلب فلان» بالبناء للمجهول - أي غطي على قلبه وحجب فلم يعرف مأتي الأمور ولا مواردها ولا مصادرها، وفي الحديث «إنه ليغان على قلبي» ومن الناس من يرويه «سيد مغبون» بالغين المعجمة والباء الموحدة، وهو تحريف ولا شاهد فيه، ومغيون ومعيون - بالغين المعجمة وبالعين المهملة مع الياء المثناة - كلاهما مما ورد تصحيحه، =