أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الموصول

صفحة 141 - الجزء 1

  وقد تؤنّث وتثنّى وتجمع، حكاه ابن السّراج⁣(⁣١)، ونازع في ثبوت ذلك ابن مالك، وكلّهم حكى «ذات» للمفردة، و «ذوات» لجمعها، مضمومتين، كقوله:

  «بالفضل ذو فضّلكم اللّه به، والكرامة ذات أكرمكم اللّه به»⁣(⁣٢) وقوله:

  [٥٢] -

  ذوات ينهضن بغير سائق


= العاقل قول قوال هذا أيضا:

أظنّك دون المال ذو جئت طالبا ... ستلقاك بيض للنّفوس قوابض

أراد دون المال الذي جئت طالبه، ومنه الشاهد السابق، فإن المراد: حسبي من المال الذي عندهم ما كفانيا.

(١) هذه لغة جماعة من طيئ، يقولون في المفرد المذكر «ذو قام» وفي مثناه «ذوا قاما» وفي جمعه «ذوو قاموا» وفي المفردة المؤنثة «ذات قامت» وفي مثناها «ذواتا قامتا» وفي جمعها «ذوات قمن» وقد حكى ابن السراج ذلك عن جميع طيئ ذكر ذلك في كتابه الأصول، وتبعه في هذا ابن عصفور في كتابه المقرب، ونازعهما العلامة ابن مالك في شرح التسهيل، فأنكر أن تكون هذه لغة جميع طيئ، ولكنه لا ينكر أن بعض طيئ يقولون ذلك، ولما كانت عبارة ابن هشام لا تنص على موضع النزاع آثرنا أن نبينه لك.

(٢) قائل هذا الكلام رجل من طيئ، وقد رواه الفراء في لغات القرآن قال: سمعنا أعرابيا من طيئ يسأل ويقول: «بالفضل ذو فضلكم - الخ» اه، يريد الأعرابي أسألكم بالفضل الذي فضلكم اللّه به، والكرامة التي أكرمكم اللّه بها - فأنت تراه قد بنى «ذات» على الضم، وأما «به» الأخيرة فهي بفتح الباء وسكون الهاء، وأصلها «بها» بياء الجر المكسورة وضمير المؤنثة العائد على الكرامة، فألقى حركة الهاء وهي الفتحة على باء الجر بعد سلب حركتها، وحذف ألف «ها» ووقع بالسكون.

[٥٢] - هذا بيت من الرجز المشطور، وقد أنشد الفراء هذا البيت، ولم ينسبه إلى قائل معين، وحكاه عنه في اللسان غير منسوب، ونسبه قوم منهم العيني إلى رؤبة بن العجاج، والبيت موجود في زيادات ديوان أراجيز رؤبة، وقبله في رواية الجميع:

جمعتها من أينق موارق

اللغة: «أينق» جمع ناقة، ولسيبويه في هذه الكلمة مذهبان، أحدهما أصلها أنوق - بضم الواو - فقدمت الواو على النون فصارت أونقا - بسكون الواو - ثم قلبت الواو ياء للتخفيف فصارت أينقا - على وزان أعفل - ففي الكلمة على هذا الوجه قلب مكاني وإعلال بالقلب. والمذهب الثاني أن أصلها أنوق - بضم الواو كالأول - فحذفت هذه =