أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[يجوز الإدغام والفك في ثلاث مسائل يجب فك الإدغام في مسألتين]

صفحة 364 - الجزء 4

  كطلل ومدد، أو فعل بضمتين، كذلل وجدد جمع جديد، أو فعل بكسر أوله وفتح ثانيه كلمم، وكلل أو فعل بضم أوله وفتح ثانيه كدرر وجدد جمع جدّة وهي الطريقة في الجبل.

  وفي هذه الأنواع السبعة الأخيرة يمتنع الإدغام.

  والثلاثة الباقية أن لا تكون حركة ثانيهما عارضة، نحو: اخصص أبي، واكفف الشرّ، أصلهما: اخصص، واكفف - بسكون الآخر - ثم نقلت حركة الهمزة إلى الصاد، وحرّكت الفاء لالتقاء الساكنين، وأن لا يكون المثلان ياءين، لازما تحريك ثانيهما، نحو: حيي، وعيي، ولا تاءين في افتعل، كاستتر واقتتل.

  وفي هذه الصور الثلاث يجوز الإدغام والفك قال تعالى: {وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ}⁣(⁣١) ويقرأ أيضا {مَنْ حَيَّ}، وتقول: استتر واقتتل، وإذا أردت الإدغام نقلت حركة الأولى إلى الفاء وأسقطت الهمزة للاستغناء عنها بحركة ما بعدها ثمّ أدغمت؛ فتقول في الماضي ستّر وقتّل، وفي المضارع يستّر ويقتّل، بفتح أولهما، وفي المصدر ستّارا وقتّالا، بكسر أولهما.

[يجوز الإدغام والفك في ثلاث مسائل يجب فك الإدغام في مسألتين]

  ويجوز الوجهان أيضا في ثلاث مسائل أخر:

  إحداهن: أولى التّاءين الزائدتين في أوّل المضارع، نحو: تتجلّى وتتذكّر.

  وذكر الناظم في شرح الكافية، وتبعه ابنه، أنّك إذا أدغمت اجتلبت همزة الوصل، ولم يخلق اللّه همزة الوصل في أول المضارع، وإنّما إدغام هذا النوع في الوصل دون الابتداء، وبذلك قرأ البزي ¦ في الوصل، نحو: {وَلا تَيَمَّمُوا}⁣(⁣٢) {وَلا تَبَرَّجْنَ}⁣(⁣٣) و {كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ}⁣(⁣٤) فإن أردت التخفيف في الابتداء حذفت إحدى التاءين، وهي الثانية، لا الأولى خلافا لهشام، وذلك جائز في الوصل أيضا، قال اللّه


(١) سورة الأنفال، الآية: ٤٢.

(٢) سورة البقرة، الآية: ٢٦٧.

(٣) سورة الأحزاب، الآية: ٣٣.

(٤) سورة آل عمران، الآية: ١٤٣.