أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الموصول

صفحة 142 - الجزء 1

  وحكي إعرابهما إعراب ذات وذوات بمعنى صاحبة وصاحبات⁣(⁣١).


= الواو، ثم عوض عنها ياء قبل الفاء التي هي النون فصارت الكلمة أينقا - على وزان أيفل - ففي الكلمة على هذا الوجه إعلال بالحذف وزيادة حرف التعويض في غير موضع المعوض من الكلمة «موارق» أراد سريعات السير، وأصل هذه الكلمة قولهم:

مرق السهم من الرمية يمرق مروقا، إذا نفذ وأسرع، ويروى في مكانه «سوابق» جمع سابقة «ذوات» أي اللاتي «ينهضن» يقمن أو يسرعن «سائق» اسم فاعل من السوق بفتح السين.

المعنى: يصف إبلا له بأنها مختارة منتقاة، وأنه جمعها من نوق سريعات السير لا يحتجن إلى سائق.

الإعراب: «جمعتها» جمع: فعل ماض، وتاء المتكلم فاعله، وضمير الغائبات مفعول به «من أينق» جار ومجرور متعلق بجمع «موارق» صفة لأينق «ذوات» صفة ثانية لأينق مع أن «أينق» نكرة و «ذوات» اسم موصول معرفة، وهذا الإعراب جار على مذهب الكوفيين الذي يجوزون تخالف النعت والمنعوت في التعريف والتنكير إذا كان النعت للمدح أو الذم، وعلى مذهب البصريين الذين لا يجيزون ذلك يحتمل وجوها من الإعراب، فإنه يجوز أن يكون «ذوات» بدلا من أينق، ويجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف كأنه قال: هن اللواتي «ينهضن» فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، ونون النسوة فاعله، والجملة من الفعل وفاعله لا محل لها من الإعراب صلة الاسم الموصول «بغير» جار ومجرور متعلق بينهضن. وغير مضاف و «سائق» مضاف إليه.

الشاهد فيه: قوله «ذوات ينهضن» حيث أتى فيه بذوات بمعنى اللواتي، وبناه على الضم، وصلته جملة «ينهضن بغير سائق».

هذا، وقد أنكر بعض النحاة أن يكون «ذوات» في هذا الشاهد بمعنى اللواتي، وقال:

هي بمعنى صاحبات، وأضيفت إلى الفعل بتأويله بالمصدر، وكأنه قد قال: ذوات نهوض بغير سائق، كما قالوا «اذهب بذي تسلم» وهم يريدون اذهب بذي سلامة، وذوات على هذا وعلى تسليم رواية الرفع خبر مبتدأ محذوف، وتقدير الكلام: هن ذوات نهوض بغير سائق، ومعناه هن صاحبات سبق.

(١) أما ذات فحكى إعرابها بالحركات أبو حيان في الارتشاف، وعليه ترفع بالضمة وتنصب بالفتحة وتجر بالكسرة، مع التنوين في الأحوال الثلاثة إذ لا إضافة، وأما ذوات فحكى =